فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





15/12/2015م - 11:43 ص | عدد القراء: 1971


فجعنا بوفاة أخينا المرحوم الدكتور ناصر صرخوه، بالإضافة لكونه أستاذاً جامعياً وعضواً برلمانياً ما بين العام 1980 و 2000 فهو من أعضاء مجلس أمناء مؤسسة الأبرار الإسلامية.

قرأنا كلمة للسيد موسى الصدر معبرة جداً: إن الانسان لا يموت دفعة واحدة بل يموت تدريجيا - أي أنه كلما فقد عزيزاً فقد جزءاً منه، حتى يصل نفسه غريباً في هذه الدنيا - .

هذه كانت سيرة الانبياء والصالحين، كانوا يصلون مرحلة يشعرون فيها بالغربة.

كان الامام علي عليه السلام يشعر بالغربة فكان يستحضر الموت لينتقل إلى أحبائه.

عندما سمعنا خبر الوفاة جاءتنا رسالة من أحد العلماء من لبنان لتبين ما رأيناه في هذا الرجل العامل المحسن، ولم يكن يحب الإعلام والظهور، بل كان يعمل لله تعالى في كل مكان يكون فيه.

بعد السلام والتعزية يقول: (لقد تبلغنا نبأ وفاة الأب الرحوم وصاحب اليد البيضاء في دعم مؤسسات الخير والبر، والحريص على دعم الدين، إن وفاة الدكتور خسارة كبيرة، نسأل الله تعالى له العفو) .

تعرفنا عليه منذ الثمانينات عندما كان في مجلس الأمة، وكانت فترة صراع شديد، حيث كان النظام البعثي دولة داخل دولة، فكان النظام يقدم على خطف بعض المؤمنين ويأخذهم إلى العراق، ولم يكن أحد قادراً على منعه.

كان الرجل في البرلمان يحمل راية الدفاع، وقد اعتقل وهو عضو برلماني، ولكن ذلك لم يمنعه من التصدي.

كان على اتصال مع الشهيد السيد محمد باقر الصدر ومن المتأثرين به.

معنا كل من الدكتور رشيد الثعالبي الذي عاش مع المرحوم ناصر صرخوه في السبعينيات وعلى اتصال دائم معه وكذلك الدكتور سعيد الشهابي أحد أمناء مؤسسة الأبرار الإسلامية.

في احتفالاتنا نذكر الأئمة عليهم السلام، اليوم نتذكر رزية الإمام الحسن عليه السلام، بالاضافة لهذه المصيبة نسترجع ذكرى فقيد من أتباع اهل البيت عليهم السلام، لا شك أن الأئمة عليهم السلام سيتقبلونه بقبول حسن.

علاقاتنا بالدكتور المرحوم امتدت قرابة أربعين عاماً، ولكن لعدم وجود الصلة بالكويت، فعلاقتنا ضعيفة ولا نلتقي دائماً.

من وظائفنا المطلوبة منا ذكر الموت، وتروي الأحاديث أن من ذكر الموت في اليوم والليلة عشرين مرة كتب عند الله شهيداً، وربما اطلع الاخوان عن قرب كيف توفي الدكتور، فجعنا بطريقة رحيله، ولكنه قضاء الله تعالى الذي هو صاحب الإرادة لأخذ الناس الذين قدر لهم هذا الأجل والعمر، وبعطفه عليهم يأخذهم وهم أقوياء وأعزاء.

يذكر أحد الأخوان عن الدكتور رحمه الله تعالى قوله أنه يكره أن يموت في الغرب فسيموت غريباً، كان يعيش حالة أن الموت أمر الله تعالى وهو قريب بدون إنذار أو تحديد.

كلما كان الدكتور ناصر يزور لندن يتصل ويسلم.

ما إن نتذكر هذه الشخصية يهمنا أن نتعرف على بعض جوانب الإقتداء والتقليد والمحاكاة.

نواسي أنفسنا بفقد هذا الإنسان الخلوق الذي كان يتفقد الآخرين بدون أن يكون له حاجة إليهم.. وهذه من أعلى الأخلاق.

في ذكرنا لهذا الرجل رأينا المواساة التي حظي بها يتعجب من مدى الطيف الواسع لمن ذكروه بالخير، من طلابه إلى زملائه في الجامعة إلى البرلمانيين والأصدقاء.

وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت... فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

لا نقف فقط عند هذه الأخلاقيات الشخصية، ولكنه مدعاة للإحترام، فقد توفي في عمله.. كان خارجاً من اجتماع ومر بمركز صحي أخبره بأن صحته جيدة، ثم ذهب إلى موقف السيارات وهناك توفي.

كان مختصاً في مادة الأحياء وتأثيرها على البترول والتلوث، وله أبحاث منشورة، وكان يحضر اجتماعاً بالجامعة ليطلعهم على الأفكار الجديدة التي توصل إليها.

إننا نفتخر بهذا الرجل الذي واصل نشاطه وهو يقترب من السبعين.

لا شك أن بعضنا عرفه في الثمانينات ليس لأنه كان رجلاً أينما يذهب يعلن عن نفسه، وإنما بسبب تواضعه.

من الشعارات التي استعملها في حملاته الانتخابية: كلمة التوحيد وتوحيد الكلمة.

نعرف أنه منذ العام 1981 كان يطرح شعار التدين وكلمة التوحيد والإلتزام وأخلاقية العمل السياسي.

ولذلك أول من نعاه أساتذة الجامعة وربما لم يكونوا من المذهب نفسه أو الخط السياسي نفسه.

ولكن استقلاله في التفكير واحترامه للآخرين الذين يختلفون معه في جو الكويت المتعصب للآراء.

نفتخر أن يكون لنا أخ مارس العمل السياسي بهذه الأخلاقية.. اشترك في ثلاث دورات متقاربة، وحين لم يحالفه الحظ في احدى الدورات ترك العمل السياسي وتوجه للعمل الجامعي.

إننا مأمورون بأن نتعامل وفق قواعد الدين، ومنها: اعرف الحق تعرف أهله.

نريد أن نعرف من عمله وممارساته وأخلاقياته أنه التزم الحق وعمل به وإن لم يترك له أصدقاء.

كما عرفناه في السبعينات استمر في الأخلاق حتى وفاته.

من خصاله أيضاً معرفته واهتمامه وحرصه على مراقبة تطور مدرسة أهل البيت عليهم السلام.. كان متديناً عن معرفة، وملتزماً بامعان النظر في ما يطلب من الإنسان المتدين.

نذكره بالخير في دعائنا وصلواتنا.

بقي محافظا على البساطة والتقيد بالأبعاد الشخصية التي يستطيع أن يعمل بها عملاً مفيداً..

نختم حديثنا بذكر شيء بسيط من تراث أهل البيت عليهم السلام.. فإنتماؤنا فكري وسلوكي..

"كَانَ لِي فِيمَا مَضَى أَخٌ فِي اَللَّهِ وَ كَانَ يُعْظِمُهُ فِي عَيْنِي صِغَرُ اَلدُّنْيَا فِي عَيْنِهِ"

ندعو للاخ المرحوم رضوان الله تعالى ولأهله بالصبر والسلوان وأن يتقبل عمله الصالح ونعيد قراءة سورة الفاتحة على روحه..



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: