فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





عبدالمحسن يوسف جمال - 10/07/2010م - 1:14 ص | عدد القراء: 1858




بعد سنوات من الذوبان في الإسلام والعمل من أجل رفع رايته والذود عن حياضه، والدفاع عن قضايا العرب والمسلمين ارتاح سماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله لترتفع روحه الطاهرة إلى بارئها راضية مطمئنة مرضية.

الميزة الأهم في حياة سماحة السيد فضل الله أنه كان (للجميع) وأعني بهذه الكلمة أن كل فئات المجتمعات اللبناني والعربي والاسلامي كانت ترى في سماحة السيد القرب منها، وأنه يتكلم بمنطقها ولسانها، كان منفتحاً على كل الأفكار الإنسانية والمثل الأخلاقية العليا، وكان يخاطب الجميع بنفس واحد.

كان يحث الشعب اللبناني على الإلتحام والوحدة، مما جعل الوفود المختلفة تتجه إلى مقره في أيام المحن لتأخذ منه العبرة والنصيحة، وكانت له خطاباته الدينية كل يوم جمعة في مسجد الإمامين الحسنين عليهما السلام في بيروت، والتي يركز فيها على توعية الشعب العربي بالأخطار التي تحيط به، وكان يحث على المقاومة ضد الأفكار الدخيلة التي تهدف إلى التفريق بين المسلمين، والمؤامرات الإستعمارية والتصدي للعدو الصهيوني والتي ترجمها عملياً في مسيرة حياته وبالأخص في حرب تموز (يوليو) 2006 التي دمر فيها منزله استهدافاً لقتله فلم يزده ذلك إلا ثباتاً وإصراراً على ضرورة استمرار المقاومة دفاعا عن لبنان والأرض العربية.

وكانت الوفود الإسلامية والغربية تتزاحم أمام مكتبة لمعرفة رأيه ومواقفه في العديد من القضايا الفكرية والمواقف السياسية، حيث كان له دور كبير في العمل السياسي الرشيد، الذي يعتمد على العقل والمنطق والتعاون مع كل التيارات والتوجهات، حيث ترجم ذلك بكل وضوح في لبنان وفي العالم العربي، وكان يحث الوفود العربية التي يستقبلها على التمسك بالوحدة الوطنية في بلادها، ولقد سمعت ذلك مراراً وتكراراً من سماحة السيد في كل مقابلاتي معه.

وأذكر أنني كنت ضمن الوفد البرلماني الكويتي الذي زار مكتب سماحته بعد التحرير، حيث استقبلنا بكل ترحاب وركز على أهمية إعادة بناء الكويت، لأنه يعتبرها واحة أمن وأمان في المنطقة، وأن لشعبها الدور الكبير في التضامن العربي والإسلامي، كما أنه كان يحث الكويتيين الذين يقابلهم على التمسك بالوحدة الوطنية والمحافظة على أمن بلادهم، التي زارها في السبعينات من القرن الماضي وألقى محاضرة في جامع النقي بالدسمة .

ونحن أيضاً لا ننسى موقفه الشهم في الدفاع عن الكويت وقت المحنة ونصرة أهلها، حيث حرّم المساس بالكويت وحرّم سرقتها ووقف مع الكويتيين حتى تحريرها.

رحم الله تعالى الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان..

إنا لله وإنا إليه راجعون



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: