فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





سيد عبدالسميع بهبهاني - 10/07/2010م - 7:43 ص | عدد القراء: 1806




(أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا أَفَهُمُ الْغَالِبُونَ) 44 الأنبياء

عن أبي عبدالله عليه السلام : ( قال ننقصها ذهاب عالمها ) مجمع البيان

إن الله سبحانه قد ربط نقصان الأرض بمدى احترام الناس للأنبياء والأوصياء وعدم الاستهزاء بهم، فهم الحفاظ على مملكة رب العالمين وقد ضم إليهم الإمام الصادق عليه السلام العلماء حين قال (نقصانها ذهاب عالمها) لم لا وقد خلق الكون كله بجماله ونعمه لخدمة هذا الإنسان الذي وعد الله أن يكون خليفة في الأرض. فبالأحرى أن يكون ضمان إعمار وبقاء الأرض بوجود خليفة الله في الأرض، حتى مع إذا ما تعرض هذا الخليفة إلى القتل والإستخفاف انهارت الأرض وانتقصت ولعل الأحداث التاريخية من زلازل وفيضانات وانتكاسات كلها تصب في هذا المعنى.

وها نحن نودع عالماً فقيهاً جليلاً جسد خلافة الرب حقا وهو العلامة المرجع السيد محمد حسين فضل الله (قدس سره) فهو أحد تلامذة أبي ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه الذي عاش لسنتين في هذا الجبل في لبنان ليخرج لنا من قثئها بهاء الملة الشيخ البهائي والشهيدان الأول والثاني والسيد عبدالحسين الأمين ومحسن الأمين والحر العاملي وعبد الحسين شرف الدين، وهذا السيد الفقيه الذي كان مثال الزينة لآل بيت رسول الله، فمنذ شبابنا بل وطفولتنا كلما واجهتنا معضلة في الدين والأخلاق والنفس إلا وجدنا ضالتنا عنده، ليطلقها بلغة العصر يفهمها الصغير قبل الكبير، وبهذا المفاهيم خلق شباباً حراً مبادراً في نشر الهداية في المجتمع وعالج انطوائية الشباب المتدين وعزلته.

كان مصداقا لوصف الإمام أمير المؤمنين عليه السلام لرسول صلى الله عليه وآله وسلم حين قال (طبيب دوار بطبه) فقد دعوناه إلى مؤتمر في الولايات المتحدة في بداية الثمانينات، وكان أول مؤتمر لا يتجاوز عدد حضوره المائة طالب، فكان السيد بداية انطلاقة الإسلام الأصيل بين الطلاب لمختلف الجنسيات وكذلك للجالية العربية والغير عربية، وكان مدركاً ظروف امكانات كل جنسية فحين يلتقي مع الشباب المتحمس ينبههم بالآية (وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً) فيقول نصرة الدين لها فنون ونماذج كل في وقتها ومكانها.

ودعا الجاليات للإنسجام مع المجتمعات غير المسلمة ونشر الفضيلة بينهم، وله رضوان الله تعالى عليه بصمات مشرفة لا تزال تشرق إلى هذا اليوم.

إن سر نجاح السيد العلامة وتقبل الناس وحبهم له هو أنه كان منصتاً وسماعاً جيداً، فحين يشتكي الناس له معاناتهم كان يكثر السؤال ليتأكد من صدق معاناتهم، ومن ثم يسأل أهل الخبرة وفي بعض الحالات أسس لجان تقيم هذه المعاناة كما فعل للجاليات اللبنانية في البلاد العربية.

لقد تعرض سماحة السيد فضل الله إلى الكثير من الإستهزاء والسخرية من المؤمنين ومن غيرهم، ويأخذ هنا على المؤمنين أنهم لم يتعلموا من الماضي، فلقد استهزأ بعلماء قبله وندموا على ذلك من الشيخ المفيد إلى السيد الأمين إلى السيد محمد باقر الصدر وهذا السيد الفقيه.

ولم يميز الناس بين مقولة يقولها مرجع محاسب أمام الله تعالى بناء على الدليل قبل إصدار الحكم، وبين خطيب أو شاعر منطلقاً في حديثه من باب التسامح في الأدلة، إن هذا خطر سنه الغافلون ليأخذ الشارع عقيدته وحكمه من الخطيب ويهمل التحقيق من المرجع المختص، ووصلت المرحلة إلى حد التطرف في الكراهية والحقد مبنية على أوهام، وكأننا لم نسمع قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (أكرموا المحسنين ووقروهم وأجيزوا لهم خطأهم فإن يد الله عليهم هكذا وأشار إلى الأرض) .

أحذر الأخوة المؤمنين وعلى الخصوص الراشدين منهم أن يتورعوا عند الخصام مع أخيهم المؤمن من الوقوع في المحذورات الشرعية كالغيبة والنميمة، والأولى عند الخصام مع علامة وفقيه من نسل أهل بيت النبوة.

رحمك الله تعالى يا سيدنا يا أبا علي كنت خير سفير للإسلام عشت مجاهداً ورحلت مظلوماً، رزقك الله تعالى صحبة النبيين والأبرار إنه سميع الدعاء.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: