فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





عمار كاظم عبدالحسين - 25/11/2019م - 12:13 م | عدد القراء: 1511




يصف الله سبحانه وتعالى أنبياءه بأنّهم من الأخيار، وأنّهم عاشوا حياتهم من أجل الخير للناسِ، لأنّهم انطلقوا لتوعية الناس بالدعوة إلى الله ومعرفته، والسير في خطِّ التقوى، والعمل على أساس كلّ ما يرفع مستواهم فكرياً وعملياً وحياتياً.

إن الله تعالى يريد للإنسان في الحياة أن يفجّر طاقاته في نفع الناس، لأنّه سبحانه أعطانا هذه الطاقات، وحمّلنا مسؤولية أن نبذلها للناس فيما يحتاجون إليه.

وقد ورد في كلام الله سبحانه وتعالى في الحديث عن الحقّ والباطل، أنّ معنى الحقّ في بعض الموارد، هو ما ينفع الناس، يقول تعالى: (أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الأَمْثَالَ) (الرعد/ 17).

وعن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لما سأله رجل قال لـه: أحبّ أن أكون خيرَ الناسِ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «خيرُ الناسِ مَن ينفعُ الناس، فكن نافعاً لهم»، أي إذا أردت أن تكون خير الناس، فادرس إمكاناتك، وادرس حاجات الناس وما تستطيع أن تقدّمه لهم ممّا تملكه من طاقات، سواء كانت طاقات عقلية وعلمية أو ما إلى ذلك من أعمال، كن النافع للناس تكن خير الناس.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: «خيرُ الناس مَن نفعَ الناس».

وقد ورد في الحديث أيضاً: «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلّا من ثلاث: صدقة جارية أو علم يُنتفع به أو ولد صالح يدعو له».

وقد ورد في الحديث عن السيِّد المسيح عليه السلام أنّه مرّ بقبر يُعذّب صاحبه، ثمّ مرّ عليه في العام القادم فرآه وقد رُفع العذاب عنه، واستغرب ذلك، فأوحى الله إليه: "نشأ له ولد صالح، فآوى يتيماً، وأصلح طريقاً، فغفرت له من أجل ولده".

هذه هي الأعمال التي تدرّ على الإنسان الحسنات بعد وفاته، وإذا كان الناس لا يستطيعون جميعهم أن يقوموا بمثل هذه المشاريع، إلّا أنّهم يمكنهم المشاركة فيها عبر المساهمة ولو بمقدار ضئيل، وبذلك ينالهم نصيب من هذه الصدقة الجارية.

وقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: «إنّ خير العباد مَن يجتمع فيه خمس خصال: إذا أحسن استبشر، وإذا أساء استغفر، وإذا أُعطي شَكَر، وإذا ابتُلي صبر، وإذا ظُلم غفر».

وقد ورد عن الإمام عليّ عليه السلام: «خيرُ الناس مَن كان في يسره سخياً شكوراً...»، وعنه عليه السلام: «خيرُ الناسِ مَن طهّر من الشهوات نفسه، وقمع غضبه، وأرضى ربه».

إنّ حبّ الخير للناس ومساعدتهم، من أخلاقيات المؤمن الأساسية، وهي تدلّ على معايشته الصادقة لهويّة الإيمان الأصيلة.

يقول الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم: «والذي نفسي بيده، لا يؤمن أحدكم حتى يحبّ لأخيه ما يحبّ لنفسه».

وهکذا، فإنّ السعادة الكبرى المتحصّلة للمرء، تتمثّل في أن يكون بكلامه وسلوكه بحيث يكون سبباً لسعادة الآخرين وفرحهم وزوال همّهم.

يقول الرسول صلى الله عليه وآله وسلم: «من أحبّ الأعمال إلى اللهِ عزّوجلّ، إدخال السرور على المؤمن، وإشباع جوعته، أو تنفيس كربته، أو قضاء دينه».

وقد كان المرحوم الدكتور صالح ناصر الدلال نموذجاً للشاب المثالي الذي سعى جاهداً وهو في بلاد الغربة – حيث يتلقى تعليمه – في أن أن يكون جندياً مخلصاً لأبناء بلده يكون لهم اليد المعطاءة لتسهيل أمورهم فيسعى جاهداً لقضاء حوائجهم وأصبح مرجعاً للطلبة ليقدم لهم النضج فكان نعم الأخ لهم.

رحل إلى البارئ عز وجل ليترك الخير والمعروف الذي بذله ليكون صدقة جارية له فحري بشبابنا أن يقتدوا به ويسيروا على النهج الصالح الذي سار عليه.

فرحم الله الفقيد وتغمده الله تعالى بواسع رحمته وحشره مع محمد المصطفى وآله الطاهرين، وألهم ذويه وعائلته الكريمة الصبر والسلوان، ولنا جميعاً في رسول الله أسوة حسنة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: