فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





جاسم الحمر - 25/11/2019م - 10:04 م | عدد القراء: 1233


الإنسان يذكر بأفعاله وأعماله، وتدوم صنائع الخير وتقي صاحبها من السوء، إلا أننا نحن كمسلمين نؤمن بأن الموت حق، فيرحل الخيرون والأحبة وتبقى ذكراهم في قلوب الناس ويسبقها الترحم والدعاء لهم.

وأنا أتصفح موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، ومن خلال حسابات الأهل والأصدقاء الشباب المميزين علما وعملا وخلقا، تناقلوا خبر وفاة شاب أول مرة اقرأ اسمه «الشاب المرحوم الدكتور صالح الدلال» الذي وافته المنية في غربته في بريطانيا.

وأنا أقرأ رثاء الناس التي كتبت عنه أحسست بقربه مني رغم أني لم أعرفه عن قرب، وازداد فضولي.. فسألت من أعرفهم من المقربين من المرحوم وبحثت في كل ما كتب عنه، فماذا وجدت؟ ما وجدته جعلني أترحم عليه وأبتسم ففي رسالة لأحد الشباب يقول عن المرحوم.. لقد استقبلني في المطار حين وصلت مع أسرتي لبداية دراستي وحجز لي مسكنا وفي أول ليلة ترك لنا منزله ولم يقصر معهم بالمساعدة.

وفي رسالة أخرى لإحدى الأخوات تقول تواجدت مع زوجي واحتجت لطبيب أسنان فتذكروا وجود المرحوم د.صالح الدلال ووصلوا له وأجرى الجراحة اللازمة ثم استمر بمتابعتهم بعد ذلك للاطمئنان عليهم وحتى ذهب لهم لاحقا إلى منطقتهم لإزالة الغرز.

وذكر احد زملائه أيضا انه لن يقبل بدخول الانتخابات الطلابية لكي لا تحسب أعماله للناس «تكسب انتخابي».

كم من الرسائل التي كتبت تدل على جهود هذا الإنسان الخلوق المؤمن بمساعدته الآخرين من غير مقابل، لم يظهر لنا ماذا فعل هذا الرجل إلا بعد وفاته، لم يكن تاجرا ثريا له مواقف بإرسال مرضى للخارج أو يساعد أسرا متعففة، ولم يكن نائبا في مجلس الأمة يترجاه الناس لكي ينصرهم ويفرج كربتهم أو يرسلهم للعلاج للخارج ثم يطالبهم بأصواتهم في الانتخابات!

ببساطة رحل إنسان طيب محب معطاء للناس على عكس المتعالين المتغطرسين في أبراجهم العاجية، فالحياة قصيرة اختر ما يناسبك لتذكر به بين الناس.

كم تمنيتك أنت تكون من أصدقائي وكم أرى نفسي بأفعالك وقلبي بسعة مودتك وتواصلك مع الناس والطلبة المغتربين.

بالمختصر: فعل الخير يكسبك السمعة الطيبة في الدنيا والجزاء الحسن في الآخرة، وتنال رضا الله ورحمته، فرحمك الله أيها الشاب الإنسان د.صالح الدلال، مثواك الجنة بإذن الله.

رسالة: ليس للكفن جيوب تحمل فيها ما جنيت من أموال في هذه الدنيا الفانية، لن يبقى إلا فعلك وأعمالك الخيرة بين الناس.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: