فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





سيد رضا الطبطبائي - 16/10/2019م - 1:21 م | عدد القراء: 3698


إنا لله وإنا إليه راجعون..

صفحة أخرى طويت في يوم الاثنين 15 من شهر صفر 1441هـ الموافق 14/10/2019 برحيل الأخ العزيز الحاج قاسم حبيب أبل (بوعارف) عن دنيانا الفانية ليستقر في رحمة الرب الكريم، والرحمن الرحيم، خالق الكون والحياة والذي بيده ملكوت كل شيء.

أبوعارف لبى نداء الحق بعد عمر مديد قضاه في حب اخوانه وأبناءه وأصحابه، حيث كان رحمه الله تعالى من الأوائل المتواجدين في جامع النقي بعد افتتاحه في عام 1967م، وكان يصاحبه عمه المرحوم الحاج حيدر النقي في أداء الفرائض وخاصة فريضتي المغرب والعشاء، كما كان يحضر إلى خطب إمام الجامع أيام الجمع والدروس العامة والمحاضرات التي تقام في ديوان الجامع والذي كان يتواجد فيه يومياً بعد صلاتي العشاءين.

أبوعارف هو صاحب الوجه الصبوح والابتسامة الرقيقة، حيث كان يستقبل كل الأصحاب كبيرهم وصغيرهم ويرحب بهم أجمل ترحيب بأخلاقه الكريمة وتواضعه المعروف البعيد عن التصنع.

عرفته رحمه الله تعالى عن قرب سواء من خلال حملة التوحيد أو مخيمات البر وخاصة مخيم النشاط أو الرحلات والسفرات المختلفة كرحلتنا مع بعض الأخوة إلى مدينة أبها أو رحلاتنا المتوالية إلى أسبانيا مع عدد من الأخوة الأكارم، أو في مزرعة الأخ العزيز عبدالوهاب الوزان في منطقة أم نقا في العبدلي.

كان رحمه الله تعالى من (ربع البر) وهذا كان مصطلحاً يطلقه الإخوة في حملة التوحيد على من كان يستقل الباص إلى الحج، وكانت الحافلة في هذه الرحلة تضم بعض الإخوة من كادرها الذين كان عليهم إعداد كل ما يتعلق بأمور ضيوف الرحمن المسجلين في الحملة سواء في المدينة المنورة أو مكة المكرمة، وكان دائماً يرافقه في مثل هذه الرحلات العم المرحوم جاسم أبل الذي كان لا يطيق السفر بالطائرة.

عرفناه أخاً مخلصاً خدوماً، وكان مسؤولا عن التغذية في أكثر الرحلات من خلال اشرافه على اعداد الوجبات ومتابعة الكادر الخاص بلجنة التغذية وخاصة في حملة التوحيد، ويعرف ذلك العاملين والحجاج الذين كانوا يرافقونه في تلك الرحلة المعنوية والروحية.

كان رحمه الله تعالى يخلد إلى الراحة في فراشه مبكراً ويستيقظ مبكراً أيضاً، وكان يعمل على توفير ما يطلبه الحجاج، وكان هذا أيضا دأبه في السفرات الخارجية بحيث كان يعد وجبة الغداء قبل خروجنا إلى زيارة المناطق والآثار والمتاحف، وفي بعضها كنا نأخذ الوجبة معنا ونتناولها في الطريق. 

كان أبا عارف شيق الحديث، حاضر الذهن عندما يتناول الكلام عن العائلات الكويتية من الأقرباء والأرحام، وكان يعلم تفاصيل الأنساب وأفراد هذه العائلات.

وقبل التقاعد كان يدير محلاً له مع العم المرحوم الحاج حسين الوزان للأدوات الصحية في منطقة قبلة قرب المبنى الرئيسي القديم لبنك الكويت الوطني، وكانا يحضران إلى المحل بالدراجة الهوائية، وعندما تقاعد من وظيفته الحكومية افتتحا محلاً لأدوات صيد الأسماك في أحد البلوكات المعروفة في مقابل مبنى مجلس الوزراء الحالي، وكنا نزور المحل يوماً من كل أسبوع لنستمع إلى أحاديثه الشيقة وسوالفه المتنوعة والأخبار المستجدة حيث كان أيضاً متابعاً لها وخاصة السياسية منها والتي تتعلق بتطورات أحداث المنطقة عموماً، وحسب ما تسعفني الذاكرة اشترى بجانب المحل محلاً آخر إلى الوقت الذي أصدرت فيه الحكومة أمراً بإزالة جميع المحلات هناك ونقلها إلى منطقة أخرى، وأما آخر محل له فهو الموجود في الدوار المعروف هذه الأيام بدوار شهرزاد.

كان من عادات أبوعارف المألوفة أيضاً أن يستغل سيارته لمنامه في البر تجنباً للعقارب والثعابين، والراديو الترانسستور المعروف على صدره ويستمع من خلاله إلى القران الكريم والأخبار طوال الليل سواء كان في حالة يقظة أو نوم.

ودخل المرحوم أبوعارف المستشفى قبل أيام من وفاته ولكن المرض تمكن منه، وانتقل إلى جوار ربه الكريم قبل يومين، وتم دفنه في المقبرة الجعفرية في منطقة الصليبيخات، وترك ذرية صالحة طيبة وإخوة أعزاء سيذكرونه دوماً ويطلبون له المغفرة والرحمة، ولا نملك إلا أن نقول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

 

 

 

 

 

 

 

 



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «1»

17/10/2019م - 12:48 مسامي محمد العلي - Kuwait
بعض من يرحلون عنا يكون رحيلهم كأنه أحد المقربين من أهلك هو الراحل.

وهذا ينطبق على العم الفقيد قاسم أبل بوعارف.

هذه الشخصية التي أحبها كل من عاشره.

فكيف بشخص مثل بوعارف وهو بعمر والدي ويكون صديقاً واخاً.

رافقته بحملة التوحيد الكويتية وفي رحلات البر كمخيم النشاط وفي الكشتات عندما نقضي أيام نهاية الأسبوع بمزرعة الأخ العزيز عبدالوهاب الوزان.

وحتى بالسفرات العديدة إلى لبنان مع مجموعة من الإخوة الأعزة.

وقبل هذا كان الجار الأمين، في منطقة شرق وبعدها في بنيد القار.

ولا انسى عندما كان يقول لي (أنا شايلك على ظهري يوم كنت صغير ).

وفي أحد الأيام كان والدي رحمه الله مسافر وتعرض أخي الصغير لأزمة حادة وبادر بوعارف لأخذه للمستشفى للعلاج.

وسبحان الله حضر لي بوعارف في المنام بالحسينية وفتحت الوتس اب فجراً وإذا خبر خبر وفاته.

فرحمك الله اخي وعمي العزيز قاسم أبل بوعارف وحشرك الله مع محمد وآل محمد.



اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: