فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





17/07/2018م - 9:12 ص | عدد القراء: 1383


(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) .

 

الصلاة معراج المؤمن، ودليله النوراني، وسفينة الروح إلى منازل القرب من الله عز وجل، وأقرب الديار لعالم الغيب.. ولما شرع الله تعالى أفضلية الجماعة في أدائها، أراد للمسلمين أن يعيشوا آفاق الأخوة الايمانية في خضم عروج أرواحهم وتساميهم عن عالم المادة.. ثم أوجب الله عز وجل على المسلمين صلاة الجمعة التي لا يصح أداؤها إلا جماعة، وشرع مكان ركعتين منها خطبتين، يتلقى من خلالها المصلون كلمات الموعظة والنصيحة، ويحثهم الخطيب على التقوى والعمل الصالح، ويطرح عليهم هموم المسلمين وما يصلح أحوالهم، ويدلهم إلى سبيل الهداية والرشاد.

 فهذا نداء قرآني يحمل المسلمين حضور صلاة الجمعة التي أرادها الله تعالى أن تكون صلاة جامعة، يلتقي فيها الناس في منطقة واسعة تمتد إلى فرسخين على عبادة الله تعالى المنفتحة على المفاهيم الإسلامية العامة التي يقف الخطيب ليؤكدها للناس في ما تحتاجه دنياهم وآخرتهم مما يهتمون به، ما يوحي بأن الحديث الوعظي والتوجيهي، حتى في المجالات السياسية المتصلة بحياة المسلمين يمثل لوناً من ألوان الصلاة حتى أنه يكون بديلاً عنها.

وقد أكد الله تعالى على هذه الصلاة، كما لم يؤكد على صلاة غيرها، بحيث ألغى الأعمال الأخرى التي تعيق المؤمن عن حضورها، إلا ما كان يدخل في نطاق الضرر أو الحرج أو الاضطرار، مما رفع الله تعالى مسؤوليته عن المكلف، فحرم البيع في وقت النداء إليها. وإذا كان الله تعالى قد نهى عن البيع وقت النداء لأنه يمنع المؤمن من الصلاة، فإن معنى ذلك أن النهي يشمل كل عمل مماثل للبيع في هذه الجهة. وربما كان ذكر البيع بخصوصه، باعتبار أنه الغالب على الناس آنذاك في ما يشغلهم أمره عن الصلاة.

كما أكدت الآية الشريفة على أن النتائج الروحية والعملية التي يحصل عليها المؤمن من خلال هذه الصلاة العبادية الثقافية المنفتحة على الجانب الاجتماعي والسياسي، لا تقدر بثمن، بحيث لا قيمة لما يربحه الانسان من الأعمال الأخرى التي ينشغل بها عن الصلاة أمام الربح المعنوي والمادي الذي يحصل عليه في الحاضر والمستقبل، من خلال النتائج الواقعية للصلاة على أكثر من صعيد.

 

وعن الامام جعفر الصادق عليه السلام أنه قال : (جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسألوه عن سبع خصال فقال: أما يوم الجمعة فيوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين، فما من مؤمن مشى فيه إلى الجمعة إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيامة، ثم يأمر به إلى الجنة) .

وعن عبدالله بن بكير قال: قال الصادق عليه السلام: (ما من قدم سعت إلى الجمعة إلا حرم الله جسدها على النار) .

وروى السكوني عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من أتى الجمعة إيماناً واحتساباً، استأنف العمل) .

 وروى الشيخ محمد بن علي بن الحسين الصدوق بسنده عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: (ضمنت لستة على الله الجنة، منهم رجل خرج إلى الجمعة فمات فله الجنة) .

وعن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: (إذا كان يوم الجمعة نزل الملائكة المقربون معهم قراطيس من فضة، وأقلام من ذهب، فيجلسون على أبواب المسجد على كراسي من نور، فيكتبون الناس على منازلهم: الأول والثاني حتى يخرج الامام، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم ولا يهبطون في شيء من الأيام إلا يوم الجمعة – يعني الملائكة المقربين) .

وعن زرارة بن أعين عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: (صلاة الجمعة فريضة، والاجتماع إليها فريضة مع الإمام، فإن ترك رجل من غير علة ثلاث جمع فقد ترك ثلاث فرائض، ولا يدع ثلاث فرائض من غير علة إلا منافق) .

وعن عبدالله بن سنان قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: (فضل الله يوم الجمعة على غيرها من الأيام، وإن الجنان لتزخرف وتزين يوم الجمعة لمن أتاها، وإنكم تتسابقون إلى الجنة على قدر سبقكم إلى الجمعة، وإن أبواب السماء لتفتح لصعود أعمال العباد ) .

وعن عبدالله بن سنان عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: (الساعة التي تستجاب فيها الدعاء يوم الجمعة: ما بين فراغ الإمام من الخطبة إلى أن يستوي الناس في الصفوف، وساعة أخرى من آخر النهار إلى غروب الشمس) .

وفي يوم الجمعة 5 من شهر رمضان المبارك 1429هـ الموافق 5/9/2008 أقيمت أول صلاة (الجمعة المباركة) في مسجد سيد هاشم بهبهاني بإمامة سماحة الشيخ علي حسن غلوم حفظه الله تعالى، وقد سبق إقامة هذه الصلاة المباركة اصدار كتاب لسماحته بعنوان "صلاة الجمعة – فضلها – تاريخها – أحكامها"، وألحق بهذا الكتاب استفتاءات مباشرة متعلقة بصلاة الجمعة في الكويت من العديد من المراجع العظام.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: