ذكريات الرحلة الأولى لحملة التوحيد عام 1979م - الحلقة الأولى

سيد رضا الطبطبائي - 16/05/2012م - 9:02 ص

من النشاطات والفعاليات التي قامت بها الجماعة المباركة، إنشاء الحملات الخاصة بالحج والعمرة، وفي الفترة بعد موسم الحج لعام 1398هـ وقبل موسم الحج عام 1399هـ، عقدت اجتماعات كثيرة ومناقشات عديدة وتم العمل بجد ونشاط وبكل عزيمة وإصرار استعدادا لموسم الحج القادم..


من النشاطات والفعاليات التي قامت بها الجماعة المباركة، إنشاء الحملات الخاصة بالحج والعمرة، وعندما عقد العزم على القيام بذلك، قام عدد من الأخوة الأعزاء بالانضمام إلى حملة من الحملات الإيرانية في عام 1978م كما أشرنا سابقاً، والتي كانت معروفة بحسن تنظيمها وتقديمها للخدمات المختلفة للحجاج بصورة حديثة وراقية وأيضا وهذا هو المهم الاهتمام بالأحكام الفقهية والموازين الشرعية والواجبات والمستحبات ووجود مرشد ديني ومقرئ للأدعية والزيارات والعمل على مساعدة الحجاج في تأدية مناسك الحج بطريقة سليمة وصحيحة.

وبعد الرجوع من هذه الرحلة إلى الكويت تم تقديم طلب لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت لاستخراج رخصة للحملة التي تم الاتفاق على تسييرها، وكان الطلب باسم العم الحاج كاظم عبد الحسين محمد، وبعد الموافقة عليها تم تشكيل لجنة لإدارة الحملة مؤلفة من الأخوة (سيد عبد الجليـل الطبطبـائي، الحـاج حسن حبيب السلمان، الحاج محمد قاسم دشتي، الحاج علي غضنفري، السيد عدنان عبد الصمد) وبرئاسة صاحب الرخصة العم الحاج كاظم عبد الحسين محمد.

في الفترة بعد موسم الحج لعام 1398هـ وقبل موسم الحج عام 1399هـ، عقدت اجتماعات كثيرة ومناقشات عديدة وتم العمل بجد ونشاط وبكل عزيمة وإصرار استعدادا لموسم الحج القادم، وتم تشكيل عدة لجان لتغطية جميع أوجه العمل في الحملة وكان الهدف الرئيسي لها جعل الحملة نموذجية تختلف عن جميع الحملات الكويتية الأخرى من حيث التنظيم والإعداد والنظافة وتقديم الخدمات للحجاج بطريقة عصرية، تخفف عنهم المعاناة والظروف الصعبة قبل وأثناء وبعد تأدية المناسك، وكان أهم ما يتم التركيز عليه هو قيام الحجاج المنتظمين في الحملة بأعمال الحج ومناسكها بصورة صحيحة ووفقاً لفتاوى الفقهاء الذين يرجعون إليهم وكذلك خلق أجواء روحانية والانقطاع إلى الله سبحانه وتعالى والدعاء والزيارة في الأماكن المقدسة في المدينة المنورة ومكة المكرمة.

من خلال الاجتماعات المتكررة والمتواصلة في مرحلة الإعداد والتهيئة للحملة، تم الاتفاق على تشكيل عدة لجان متخصصة لتغطية جميع احتياجات الحملة وكانت كالتالي:

اللجنة الدينية:

وكانت مهمتها شاقة وصعبة فهي المسئولة عن إعداد المحاضرات وإقامة الندوات سواء قبل الذهاب للديار المقدسة أو أثناءها، وكان التركيز على التأكد من قيام الحجاج بأعمالهم بصورة صحيحة سواء قبل المغادرة أو أثناء التواجد في الأماكن المقدسة، وكان من الأمور التي يتم التأكد منها صحة الوضوء والصلاة والغسل قبل الذهاب للحج والتأكد من قيام الحجاج بدفع الخمس إن كان في ذمتهم شيء وتنبيههم إلى ذلك.

وكانت اللجنة تقوم بالاتصال على كل حاج للتأكد من قيامه بجميع الأعمال بصورة صحيحة وشرعية سواء في النية أو التلبية أو لبس الإحرام والطواف والسعي والتقصير والحلق والتواجد في منى والمزدلفة وعرفات.

وكذلك من مهام اللجنة إعداد الكشوف اللازمة لطواف جميع الحجاج وتحديد من يرافقهم في ذلك، وإعداد كشوف النحر والرجم، وتحديد أوقات الصلاة، ومواعيد الذهاب للحرم الشريف والأماكن المقدسة الأخرى والزيارة والأدعية بالتنسيق مع علماء الحملة وتعيين من يقوم بقراءة الأدعية والزيارات.

 

لجنة السكن :

مسئولة عن مقر الحملة في المدينة المنورة ومكة المكرمة، وكذلك في منى وعرفات والمزدلفة، والقيام بكل ما يخص ذلك، والملاحظ أن الحملة كانت في تلك الأيام تقوم بإعداد وتجهيز المبنى كاملاً في المدينة المنورة ومكة المكرمة من أثاث وأدوات تنظيف والمحافظة على نظافة الغرف ودورات المياه وتزويد الغرف والصالات بكل ما يلزمها وتزويد سيارات الحملة جميعها بما يلزم من أثاث وأدوات تنظيف وكانت تلك مهمة شاقة لو تصورنا عدد الباصات والشاحنات (اللواري) التي كانت تنقل الحجاج والحجيات والعاملين والمنظمين من الكويت إلى المدينة المنورة وإلى مكة المكرمة ومنها إلى عرفات والمزدلفة ومنى ثم العودة إلى دولة الكويت فضلاً عن مجموعة من سيارات الصالون التي كانت ترافق قافلة الحملة، وكانت اللجنة مسئولة أيضاً عن إعداد مخيمات عرفات ومنى والتواجد في المزدلفة، وتوزيع الحجاج على الغرف في مقار الحملة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وكانت أيضا مسئولة عن الأمور المتعلقة بالضيافة .

 

لجنة المواصلات :

وكانت مسئولة عن جميع مركبات وسيارات الحملة والمحافظة على استخدامها بطريقة تضمن استمرارها طوال فترة الرحلة وصيانتها والاهتمام بنظافتها وضمان عملها بشكل طبيعي واتخاذ كل الإجراءات الكفيلة بتأدية دورها على أكمل وجه في نقل الحجاج، كما كانت اللجنة مسئولة عن الالتزام بمواعيد حركة الباصات والشاحنات في التنقلات من مقر الحملة إلى العتبات المقدسة أو لزيارة بيت الله الحرام والتنقل بين عرفات والمزدلفة ومنى، وتبدأ مسؤولية اللجنة من لحظة مغادرة الحملة لدولة الكويت ولحين العودة بعد أداء مناسك الحج .

 

اللجنة الاعلامية :

مسئولة عن إعداد جميع اللوحات الإرشادية أثناء تنقل الحجاج بين الأماكن المقدسة، وترقيم جميع سيارات الحملة وإعداد الكشوف اللازمة للطريق، وإعداد وتعليق اللوحات الخاصة بمواعيد (تقديم وجبات الطعام ـ تحرك المركبات وجهات تحركها ـ تزويد السكن بلوحات إرشادية ولوحات تحمل بعض الآيات القرآنية الكريمة والأحاديث الشريفة وتعليقها في أماكن مختلفة بمقر الحملة) .

 

لجنة السكرتارية :

كان عملها يبدأ منذ بداية فتح باب التسجيل لموسم الحج واستلام طلبات الالتحاق وكل ما يتعلق بذلك، وإعداد الكشوف اللازمة لها، وحجز تذاكر السفر للحجاج ذهاباً وإياباً والاتصال بالملتحقين بالحملة استعداداً للمغادرة.

 

لجنة المشتريات :

وكان اختصاصها تأمين جميع أنواع المأكولات والمشروبات لحجاج الحملة وتزويد جميع اللجان بطلباتها المختلفة وخاصة لجنة التغذية، ويجدر الإشارة إلى أنها كانت مهمة صعبة بالنسبة لهم فالمواد كانت قليلة في تلك الأيام، وكان البعض من العاملين ينتظر لساعات طويلة في طابور طويل للحصول على خمسة أو عشرة أقراص من الخبز أو بعض قوالب الثلج أو عدة كيلو جرامات من اللحم، أو عدد قليل من الدجاج ناهيك عن الفوضى التي كانت تسيطر على طوابير الشراء وتدخل الشرطة بشراسة لفضها وغلق المحال وإيقاف البيع، وكان بعض الأخوة يتواجدون أمام المخابز ومحلات الثلج واللحم والدجاج قبل صلاة الفجر بمدة طويلة ولا يرجعون إلى مقر الحملة إلا بعد طلوع الشمس .

 

لجنة المطبخ (التغذية) :

كانت مسئولة عن إعداد الوجبات الثلاث في مقار الحملة، وأثناء التواجد في منى وعرفات والمزذلفة، وكان التركيز على أن تكون الوجبات المقدمة صحية وتشتمل على غذاء كامل واستبعاد أنواع الأكل التي قد تسبب بعض الاضطرابات في المعدة وتؤدي إلى إرباك الحجاج وخاصة في المزدلفة وعرفات ومنى، حيث لم تكن دورات المياه متوفرة كما هي الآن .

 

لجنة الذبح أو النحر :

لجنة يتم تشكيلها أثناء فترة الحج وتقوم بإعداد كل المتطلبات الخاصة بعملية النحر يوم العيد في منى نيابة عن جميع الحجاج، وهذه العملية تحتاج إلى شباب نشطين لأنها كانت تتم يوم العيد ويضطر هؤلاء الشباب لرمي العقبة الكبرى أولاً ثم الذهاب إلى المسالخ التي تبعد كثيرا عن العقبة الكبرى، وكانوا غالباً ما يضطرون للذهاب إلى هناك مشياً على الأقدام والرجوع كذلك لإبلاغ الحجاج الذين قاموا برجم العقبة الكبرى بالنحر عنهم ليستطيعوا بعد ذلك الحلق التقصير، وكانت هذه العملية في غاية الصعوبة من حيث جلب الأغنام والتأكد من توافر الشروط الشرعية بها ثم نحرها، ومن الذهاب والإياب عدة كيلو مترات في الحر الشديد وتحت أشعة الشمس .

 

اللجنة المالية :

من اختصاصها إعداد الميزانية الخاصة بالحملة واستلام قيمة الاشتراكات الخاصة بالحجاج، والصرف على مختلف النشاطات والأعمال التي تقوم بها اللجان الأخرى، وضبط الإيرادات والمصروفات.

كانت هذه هي اللجان الرئيسية في الحملة حسبما أذكره .

يتبع إن شاء الله تعالى في الحلقة الثانية..