حملة السلام

سيد رضا الطبطبائي - 17/04/2012م - 11:47 ص

بعد النجاح الباهر لحملة التوحيد والاقبال الشديد من الأخوة المؤمنين والأخوات المؤمنات للالتحاق بها وأداء مناسك الحج عن طريق الانضمام لها، وعدم إمكانية استيعاب الحملة لعدد كبير منهم، تم التفكير من قبل مجموعة من الجماعة المباركة بتأسيس حملة أخرى سميت لاحقاً بـ (حملة السلام) مماثلة من حيث الخدمات والتنظيم لحملة التوحيد، وأصبح اسم الأخ الكريم والصديق العزيز الحاج جواد العطار ليكون مسؤولا عنها، وأن يقوم بتهيئة نفسه للتقدم إلى الجهات الرسمية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لطلب الرخصة الخاصة بها، وذلك وفقا للإجراءات المطلوبة لذلك.


بعد النجاح الباهر لحملة التوحيد والاقبال الشديد من الأخوة المؤمنين والأخوات المؤمنات للالتحاق بها وأداء مناسك الحج عن طريق الانضمام لها، وعدم إمكانية استيعاب الحملة لعدد كبير منهم، وكما ذكرنا سابقا حين الكتابة عن حملة التوحيد بأن باب التسجيل والانضمام إليها كان يغلق بعد ساعات من إعلانه، تم التفكير من قبل مجموعة من الجماعة المباركة بتأسيس حملة أخرى مماثلة من حيث الخدمات والتنظيم لحملة التوحيد، وأصبح اسم الأخ الكريم والصديق العزيز الحاج جواد العطار ليكون مسؤولا عنها، وأن يقوم بتهيئة نفسه للتقدم إلى الجهات الرسمية في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لطلب الرخصة الخاصة بها، وذلك وفقا للإجراءات المطلوبة لذلك.

في عام 1981م، بدأ الحاج الكريم جواد العطار بمتابعة أمور الحج منذ البداية وكان يرافق الحاج كاظم عبدالحسين وعدد من الأخوة الأعزاء المسؤولين في الحملة لمتابعة ومعرفة جميع الأمور الخاصة بها ابتداءً من الاتصال والتواصل مع المسؤولين في وزارة الأوقاف واعداد عقود تأجير السكن والباصات والذهاب إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة والاشراف على المباني بالجملة وكذلك الأمور المتعلقة بمنى والمزدلفة وعرفات وما يتعلق بتنظيم ومتابعة أعمال الحملة الجديدة والمتابعة مع مسؤولي وزارة الأوقاف في المملكة العربية السعودية والبعثة الطبية الكويتية ومتابعة أعمال اللجان المختلفة بحيث يتمكن من أخذ فكرة عامة وشاملة وكنت أنا أيضا شاهداً على ذلك وكنا نقول للأخ الكريم جواد العطار "أبو أحمد" الله يساعدك وما معناه بأنك دخلت نفقا تعرف أوله ولا تعرف آخره، وفعلاً كان تسيير حملة بالمواصفات المطلوبة في تلك الفترة من قبيل المغامرة وكانت الأعباء كبيرة وثقيلة ولكن بفضل من الله سبحانه وتعالى ومن ثم بجهود الأخوة المؤمنين المباركة سارت الأمور كما كنا نتعشم وتقدم الأخ جواد العطار بعد ذلك لطلب رخصة لتسيير الحملة إلى الجهات المختصة في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وبعد مقابلة اللجنة المختصة بذلك تمت الموافقة على منحه الترخيص اللازم وبدأ العمل استعدادا لموسم الحج القادم وتم تشكيل لجنة من الأخوة (عبدالمطلب الوزان / سيد عبدالسميع البهبهاني / عبدالنبي العطار/ سيد رضا الطبطبائي / وصاحب الرخصة الأخ جواد علي العطار) ،وبعد ذلك عقدت اللجنة عدة اجتماعات وحددت من خلالها سياسة الحملة، وكيفية الاستعانة بالأخوة والأخوات وتوزيعهم على اللجان المختلفة، وكان كل ذلك يتم بالتنسيق مع حملة التوحيد والأخوة هناك، وتم الاستعانة بمجموعة منهم للمساهمة في إدارة الحملة الجديدة والتي كان الهدف الرئيسي منها جعلها حملة نموذجية في تقديم الخدمات الدينية والاجتماعية والفكرية والثقافية والخدمات الأخرى للحجاج الذين سوف ينضمون إليها.

سافر الأخ جواد العطار إلى الديار المقدسة مع الأخوة في حملة التوحيد وتم تأجير المباني اللازمة للحملة في المدينة المنورة ومكة المكرمة، والاتفاق على مقار الحملة في منى وعرفات، وتم فتح باب التسجيل للحملة بعد ذلك حتى استيفاء العدد المطلوب وتم شراء الحاجيات والأغراض الخاصة بالحملة "المواد الغذائية، الزل، البسط، الأسرة، وأدوات المطبخ وكل ما يلزم مقار الحملة في الديار المقدسة" وتم أيضا تأجير الباصات والسيارات الخاصة بالحملة وكما أسلفنا عند الكتابة عن حملة التوحيد، كنا مضطرين لشراء كل ما يلزم الحملة من أثاث وأكثر المواد الغذائية والقرطاسية من الكويت، وكان يتم حملها في شاحنات مع قافلة الحملة باتجاه الأراضي المقدسة، وننوه هنا بأن ذلك كان يكلفنا كثيرا من الجهد والعمل والمتابعة والذهاب إلى الأسواق والتخزين واختيار المواد المختلفة.

سار كل شيء على ما يرام وانطلقت الحملة من الكويت إلى الديار المقدسة بعد أن تم تشكيل اللجان المختلفة والتي جاء ذكرها في الكتابة عن حملة التوحيد 1399هـ - 1979م، وانضم إلى هذه اللجان كل من الأخوة (صالح جوهر - المشرف العام، وسيد جابر بهبهاني وسامي العلي وعمار كاظم وسيد رضا الطبطبائي وعبدالنبي العطار وطالب غضنفري وعبد الرضا جمعة وعلي العطار وحميد كريم وعبداللطيف حسين وعبدالكريم وحميد أسد وصادق كاظم ومجموعة أخرى من الأخوة الأعزاء) .

أكتفي بهذا القدر عن حملة السلام، عسى أن يوفقني الباري عز وجل للكتابة عنها مرة أخرى إذا سنحت لي الفرصة لذلك، وأرجو من الأخوة والأخوات المؤمنات إثراء موقع البشائر الإسلامية بذكرياتهم عن الحملة لإعطاء صورة أشمل وأوضح عنها ولكنني قبل أن أنهي الكتابة أود أن اذكر بأنه بعد الانتهاء من المناسك كانت الحملة تقوم بإقامة احتفال ختامي تلقى فيه بعض الكلمات والقصائد سواء من صاحب الحملة والأخوة من كادر العمال والحجاج وكنا نطلب خلال الاحتفال بأن يعطر المجلس كل من له موقف خاص ومؤثر أو صعب أو طريف تعرض له خلال الموسم من تلك الطرائف الموقف الذي أشار إليه الأخ العزيز حميد أسد والذي سرده لنا حيث أفاد بأنه بعد أن انتهى من جميع أعمال الحج من طواف وسعي وطواف في البيت الحرام أراد أن يرجع إلى المنزل تفاجأ بأن المجموعة التي كان من ضمنها قد انتهت من أعمالها ولم يستطع الاتصال بأحد منهم بعد ذلك حاول أن يجد أحداً آخر من الحملة ليرجع معه إلى مقر حملة السلام ولكن دون فائدة وأراد أيضا أن يلتحق بالباص الذي كان معدا لنقل الحجاج من البيت الحرام إلى مقر الحملة فلم يدرك ذلك أيضا, وعندما حاول الرجوع بسيارة يستأجرها اكتشف أنه لا يملك ولا ريالا واحدا فما العمل ؟ بعد ذلك هداه تفكيره بأن يجلس على الأرض ويمد يده للناس مثل باقي الفقراء و "المجدية" وفعلا استطاع الحصول على مبلغ من المال كفاه لاستئجار التاكسي وأكثر من ذلك وبهذه الطريقة استطاع أن يخلص نفسه من الورطة التي هو فيها، وعلى فكرة الأخ حميد أسد من الجوالة المتميزين وخاصة في تلك الفترة ويستطيع التصرف بسرعة لحل المشاكل التي يواجهها. ومن الطرائف أيضا ما قاله الأخ محمد رمضان والذي أفاد بانني استطعت أن أحصل على شيء جميع الحجاج يتمنونه وأنتم كذلك ولكنني عندما حصلت عليه أصبت بحالة من الإحباط وتمنيت لو لم أحصل عليه وقال بأن ذلك كان الوصول للحجر الأسود وتقبيله وعندما انتهيت من ذلك أردت أن أخرج رأسي من المكان الذي يحوي الحجر الأسود ولكنني لم استطع وشعرت بأنني سوف اختنق وذلك بسبب الحجاج الذين كانوا خلفي يريدون أخذ مكاني وكلما حاولت الخروج من هذا الوضع المأساوي كلما زاد الضغط علي، وكدت أفقد حياتي وبعد ذلك توكلت على الله سبحانه وتعالى واستجمعت كل قواي ودفعت نفسي إلى الخلف بكل قوة وبذلك استطعت التخلص من هذا الموقف الصعب .

إلى حلقة أخرى إن شاء الله تعالى إذا سنحت الفرصة لذلك.