فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





عمار كاظم عبدالحسين - 21/05/2016م - 11:05 م | عدد القراء: 1863




اعتبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تعلم القرآن الكريم وتعليمه علامة من علامات المفاضلة بين المسلمين «خيركم من تعلم القرآن وعلمه» مثلما اعتبر حملته من أشرف الناس «أشراف أمتي حملة القرآن وأصحاب الليل» .


وترتيل القرآن الكريم له وقع آخر غير التلاوة المجردة التي قد لا تجسد معاني القرآن الكريم.

 

جاء عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «حسِّنوا القرآن بأصواتكم».

 

والقرآن الكريم حسن بغير أصواتنا، لكن المراد هنا تحسين الصوت أثناء القراءة حتى تبعث عذوبته على الانجذاب إلى الاستماع والإنصات إليه والتفكر به، فقد ورد عن الإمام الصادق عليه السلام: «القرآن عهد الله إلى خلقه فقد ينبغي للمرء المسلم أن ينظر في عهده وأن يقرأ منه في كل يوم».

 

كان أحد قراء القرآن الكريم كلما أراد أن ينام يقرأ شيئا من القرآن الكريم، وكلما استيقظ يقرأ شيئا منه فسأله سائل عن ذلك، فقال: أقرأه قبل النوم حتى يكون أخر عهدي بنهاري القرآن الكريم، وأقرأه بعد الاستيقاظ حتى يكون أول عهدي بنهاري القرآن الكريم، فأنا أفتتح نهاري وأختتمه بالقرآن الكريم.

 

كذلك استنطاق القرآن الكريم بأن نجعل القرآن الكريم يجري في واقع حياتنا ويعالج مشاكلنا، ويغني ثقافتنا.

 

يقول الإمام علي عليه السلام: «ذلك القرآن فاستنطقوه ولن ينطق ولكن أخبركم عنه».

 

وصحبة القرآن الكريم صحبة غنية ما رافقه قارئ متدبر متفاعل عامل إلا وأعطاه من الفوائد والأرباح ما لو اجتمعت الكتب كلها على أن تمنح مثله أو بعضه لما استطاعت ولذلك فإنك حين تقرأه وأنت طفل صغير أو شاب حدث في مطلع الشباب فإنه سيجري منك كما الدماء التي في عروقك، ففي الحديث: «من قرأ القرآن وهو شاب اختلــط بلحمه ودمه» أي نفذ إلى كيانه والتحم به فلا انفصال.

 

رحل عنا قبل أيام الاستاذ حميد أشكناني من المعلمين الأوائل في القرآن الكريم فمن بداية الثمانينات وهو يزاول مهنة تدريس تلاوة القرآن الكريم وكان يعقد في جامع النقي الحلقات القرآنية حيث كانت تشمل الصغير والكبير، وكثيرا منا تعلم القراءة الصحيحة لتلاوة القرآن الكريم وتعلم قواعد القراءة من معلم كان يوصل المعلومة بكل يسر وخلق ومنطلق وبشاشة، ويكاد لا يخلو أي مسجد أو مبرة أو دورة أو مركزا للقرآن الكريم إلا وقد أعطى من وقته في التدريس أو الإشراف.


هنيئا لأبي حسين حياته القرآنية المباركة فمنذ صغره وهو يهتم بالقرآن، فعاش مع القرآن الكريم وتخلق بالقرآن الكريم وكان من مصاديق ذلك بره بوالدته الكريمة (الله يمن عليها بالعافية) ومداومته على تلاوة القرآن الكريم عندها بشكل يومي، وكان حسن الخلق وأخبرني أخيه الشيخ شبير أشكناني لم أر الغضب يوماً عليه طوال حياتي فقد كان حسن الخلق بشوشا صاحب ابتسامة هادئ الطبع لين الحديث وهكذا يشهد به الآخرون.


انتقل إلى رحمة الله تعالى وهو منشغل بالقرآن الكريم وتعليمه وتصحيحه لتلامذته.. فقدناه أخا مؤمنا كريما مخلصا معلما للقرآن الكريم.

 

فقدناه مثالاً للإلتزام بالمواعيد ومخلصا في الأداء، أفنى عمره وشبابه في تعليم القرآن الكريم، أبا حنونا لطلبة القرآن الكريم، ومن رواد المساجد الذين يمضون الساعات الطوال في تعليم القرآن وتحفيظه، شهدت له المحافل القرآنية ودور القرآن الكريم في الكويت وخارجها بالسمو والرفقة والإخلاص وجهوده الكريمة لخدمة القرآن الكريم.


وقد تتلمذ على يديه عدد كبير من الطلبة وأصبح قسم منهم أساتذة في تدريس القرآن الكريم، وكان عطاؤه من الدروس في المساجد المختلفة في الكويت بكل أطيافها.

 

كان شعاره في الحياة (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) فكان رحمه الله تعالى تالياً للقرآن الكريم بمفرده وبتدريسه أصبح التالين للقرآن الكريم جماعة إلى أن كثر القرآنيون وازدادت البركة ونفع الله تعالى به الناس، فأنشئت المراكز والمبرات القرآنية لتكون صدقة جارية، ومما لاحظناه في تشييعه حفظة القرآن الكريم وتلامذته ومدرسي القرآن الكريم على رأس المشيعين فهنيئا له.


رحم الله تعالى الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وإنا لفقدك يا حميد يا أبا حسين لمحزونون وكما فقدتك المراكز والمبرات القرآنية وإنهم لفقدك لمحزونون ومكروبون وفقدوك أبا ومعلما وأخا لهم فإنا لله وانا اليه راجعون.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: