فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





حسن محمد كرم - 10/07/2010م - 11:42 ص | عدد القراء: 2266


إنا لله وإنا إليه راجعون.. فلقد استرجعت الوديعة وأخذت الأمانة.. عظم الله تعالى لكم ولنا الأجر برحيل العالم الفذ والمرجع الكبير.. فبرحيله انطوت صفحة من تاريخنا المعاصر ولا أعلم من أين أبدأ ولا إلى أين أنتهي في حديثي عن السيد الجليل محمد حسين فضل الله رضوان الله تعالى عليه، فلست ممن يسعهم تلخيص كون في سطور..

لقد علمني سماحة السيد.. كيف يمكن أن أعيش الاسلام في حياتي خصوصاً في بلاد الإغتراب، فلقد كان مصداقاً للحديث المروي عن أئمة أهل البيت عليهم السلام: "كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم" فمنه تعلمت كيف يكون الإنفتاح على الجميع مع إلتزامنا الشرعي، وكيف نختلف مع الآخرين دون أن يؤدي ذلك إلى خلاف بيننا فلكل رأيه.

تعلمت من سماحة السيد.. كيف أكون زيناً لآل محمد ولا أكون شيناً، حتى وإن واجهني الناس بالقذف والإتهام الباطل والتكذيب، تعلمت كيف أسامح من يخطئ في حقي، تعلمت كيف أمنع الحقد والسوء من تشويه قلبي وفكري، تعلمت كيف أحب الجميع.. أن أحب كل الناس.. أن أحب الذين يتفقون معي لأتعاون معهم والذين يختلفون معي لأتحاور معهم.

تعلمت من سماحة السيد.. كيف أحدد الأولويات في حياتي وأن أغير الواقع بأدوات الواقع .

تعلمت أيضاً من السيد.. ما تعلمه من الإمام الصادق عليه السلام: "أن الحرية إنما تنطلق من داخل الإنسان، فأنت حر إذا كنت تملك إرادتك وفكرك وخطك وحركتك، وتملك أن تقول لا عندما تكون لا هي قناعتك، وأن تقول نعم عندما تكون نعم هي قناعتك، حتى لو كنت في داخل الزنزانة، وأنت عبد إذا كنت لا تملك أن تريد أو لا تريد، حتى لو كنت في الصحراء أو في أعالي الفضاء".

ولا أنسى أبدا كيف كان سماحته في آخر حجة له حيث كانت حالته الصحية غير مستقرة وبالرغم من ذلك كان يقابل الناس ويستمع إلى همومهم ويعطيهم من ما علمه الله تعالى رشداً وما زلت أحتفظ بخطبته تلك.

وأيضاً لا أنسى مقولته التي عرف بها دائماً "الحقيقة بنت الحوار" ومن الملفت للنظر أنه كان يعلم تفاصيل تفاصيل أخبارنا في الكويت عندما تشرفنا بزيارته رضوان الله تعالى عليه .

وبالرغم من كل محاولة الإغتيال المادية والمعنوية بقى نوراً يزداد إشراقاً بفكره الإسلامي الأصيل وكان يقول: ما أعتقد أني مسئول أمام الله أن أقوله لكم سأقوله لكم حتى لو رجمني الناس بالحجارة.

لقد كنت يا سيدي معنا دائماً ونعاهد الله تعالى ونعاهدك بأن نعيش مع الله تعالى ومع أهل البيت عليهم السلام كما علمتنا أن نعيش، وأن نفكر دائماً في قضايانا الكبرى .

ختاما أقول..

السلام عليك يا رسول الله عني وعن إبنك النازل في جوارك، وسينبئك بتضافر أمتك على هضمه، فاحفه السؤال واستخبره الحال..

إنا لله وإنا إليه راجعون



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: