فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





سيد حسن الطبطبائي - 10/07/2010م - 1:28 ص | عدد القراء: 1839


 رحل عنا مؤخراً رجل يحتار العقل والقلب عن وصفه بكلمات أو بجمل أو حتى بمقالات، لأنه جمع العديد من الصفات فمن الممكن أن نطلق عليه العلامة والمرجع والفقيه والمجاهد والشاعر والصابر والمظلوم والمفسر.. إنه سماحة آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله..

هذا الجبل الكبير والحصن الحصين الذي احتضن الإنسانية فتراه يستقبل الناس بمختلف أديانهم ومذاهبهم يناقشهم ويتلمس همومهم ويعالج مشاكلهم، فقد عاش السيد فضل الله الإسلام بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، فعلمه الغزير لا يحتاج إلى شاهد وكيف لا وهو الذي قال في فضله السيد الشهيد الصدر الأول بأن (كل من خرج من النجف خسر النجف إلا السيد فضل الله خسرته النجف) وأما جهاده فتاريخه سطرته الكتب وقد قال تلميذه سيد المجاهدين سماحة السيد حسن نصر الله الذي نعاه قائلاً: (لقد فقدنا اليوم أباً رحيماً ومرشداً حكيماً وكهفاً حصيناً وسنداً قوياً في كل المراحل) .

لقد عمل سماحة السيد فضل الله على تطوير المؤسسة المرجعية ووضع بذور التغيير فيها بما يتناسب ومتطلبات المرحلة، وققام ببناء مؤسسة كبيرة تحوي المستشفيات والمبرات الخيرية والمدارس لبناء جيل إسلامي رسالي متكافل .

لقد تحدى السيد فضل الله جميع الممنوعات الوهمية التي وضعتها ترسبات السنين الطوال، وكان جريئاً بمحبة في طرحه هذا بالأدلة الشرعية، وقد تعرض رضوان الله تعالى عليه لهجمة شرسة على شخصه الرسالي وعلى فكره الإسلامي الأصيل وليس بالغريب أن يتعرض العظماء والرساليين لهذه الهجمات فهذه ضريبة الوعي فقد تعرض لها في عصرنا الحديث العديد من العلماء كالسيد محسن الأمين والسيد الامام الخميني والسيد الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليهم.

ورغم أن هذه الهجمات الشرسة والتي كان معظمها منصبة على شخصه الرسالي الكريم إلا أنه صمد ولم يتزحح هذا الجبل الأشم وكان قوله كقول جده الامام الحسين عليه السلام: (هوّن ما نزل بي أنه بعين الله تعالى) ودافع المولى سبحانه وتعالى عن الذين آمنوا، وبقي السيد فضل الله الرقم القوي في الساحة الإسلامية لا على المستوى الإقليمي فقط بل حتى على المستوى العالمي.

إن سماحة السيد فضل الله رضوان الله تعالى عليه كتاب كبير متعدد الفصول فغيابه عنا هو فصل تليه عدة فصول وليس الفصل الأخير لأن فكره ونهجه سيدرس ويدرس، والكل رأى تشييعه في لبنان حيث كان تشييعاً عظيماً حضره الفقراء والأغنياء وأناس من شتى المذاهب والمشارب والأديان مما يدل على عالمية السيد وقوة تأثيره في الساحة العالمية فقد كان لكل الإنسانية ومثالاً حياً لقول الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: (الناس صنفان إما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق) .

رحمك الله تعالى يا سيدي أبا علي وعلى مثلك فليبك الباكون..



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: