فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





عمار كاظم عبدالحسين - 25/10/2015م - 3:17 م | عدد القراء: 2056




في حديث للإمام الباقر عليه السلام «إن الله خبأ أشياء ثلاثة في ثلاثة أشياء، خبأ رضاه في طاعته فلا تحقرن شيئا فلعل رضاه فيه، وخبأ سخطه في معصيته فلا تحقرن من المعصية شيئا فلعل سخطه فيها، وخبأ أولياءه في خلقه فلا تحقرن أحداً فلعله ذلك الولي» .

وفي حديث آخر للإمام الباقر عليه السلام «إنما شيعتنا المتباذلون في ولايتنا المتحابون في مودتنا المتزاورون لاحياء دين الله الذين اذا غضبوا لم يظلموا، واذا رضوا لم يسرفوا بركة على من جاوروا، سلم لمن خالطوا» .

وفي رواية عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لأبي ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه «كف آذاك عن الناس، فإنه صدقة تصدقت بها على نفسك» وهنا يعلمنا ويربينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يبعد الإنسان الأذى عن روحه وذهنه وكل ما حوله من زوجة وأولاد وجيران حتى المجتمع كله فلا يشكو منه أحد.

وعن الإمام الكاظم عليه السلام «يا بني إياك أن يراك الله في معصية نهاك عنها، وإياك أن يفقدك الله عند طاعة أمرك بها» فالله تبارك وتعالى يريد أن يجد الإنسان عند مواقع طاعته ليحصل على رضاه ولا يريد أن يراه في معصية نهاه عنها لا في كلمة ولا في فعل.

وفي وصية أخرى للإمام الكاظم عليه السلام «يا بني عليك بالجد لا تخرجن نفسك من حد التقصير في عبادة الله عز وجل وطاعته، فإن الله لا يعبد حق عبادته» .

وأصحاب الميمنة الذين يحملون كتابهم بيمينهم لينطلقوا في أجواء اليمن والسعادة من خلال أعمالهم الصالحة التي تقربهم إلى الله تعالى (فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ) و (وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ) الذين لم يكتفوا بإلتزام أوامر الله ونواهيه بل تطلعوا إلى الحصول على رضاه وعملوا على السبق إلى طاعته حتى في ما لم يلزمهم به مما عرفوا فيه عمق محبته له لقيمته الروحية الكبيرة التي يريد للحياة أن تلتزمها كخط للسلوك الإنساني في حركة الإيمان.

فأصحاب الميمنة السابقون يعيشون روحية العمل من خلال روحية الإخلاص لله تعالى وحركة الطاعة في ساحات السبق إلى الحصول على رضاه سبحانه فلا يريدون لأحد أن يسبقهم في ذلك ولا ينتظرون الإلزام ليعملوا بل يبادرون إلى القيام بما يعرفون أن فيه رضا الله تعالى إنطلاقا من محبتهم له، وإخلاصهم لربوبيته، وبذلك وصلوا إلى مواقع القرب منه.

قبل أيام رحل عنا السيد الجليل المؤمن بقضاء الله تعالى وقدره سيد خلف البهبهاني، هذا الرجل يعتبر مصداقا لقول الإمام الباقر عليه السلام «إنما شيعتنا المتباذلون في ولايتنا، المتحابون في مودتنا..» كان محباً لله تعالى ولرسوله الكريم ولأهل البيت الطاهرين..

عالماً ملماً حيث كان مجلسه في مسجد المزيدي خير شاهد فكم كان يستفيد المؤمنون من علمه ودروسه، وعندما كنا نتبادل معه الحديث والنقاش كانت ابتسامته لا تفارقه، وكان نموذجا للمؤمن الفاضل والمربي الصالح والعابد التقي الورع المحافظ على دينه، جمع بين الإيمان والمحبة للناس والإبتسامة الصادقة والصبر الجميل، فكان الصابر المؤمن بقضاء الله تعالى.

المرحوم السيد خلف البهبهاني يشهد له كرسيه في مسجد المزيدي التزامه بصلاته وقيامه، وكان ممن تصدق عليهم الآية الكريمة (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا) .

السيد خلف البهبهاني ترك ذرية طيبة مباركة يملؤها الإيمان والعمل الصالح هذه الذرية التي عملت باخلاص وتفانٍ وكان لها الأثر البالغ على الساحتين الكويتية والإسلامية، وما زالت هذه الذرية الطيبة تعمل في خدمة الإسلام والمسلمين، وهو مصداق للحديث الشريف «إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له».

لذا نوصي بتسمية أحد مدارس الكويت باسم المرحوم سيد خلف البهبهاني ليقتدي الشباب بسلوكه وأخلاقه الرفيعة.

رحمك الله تعالى يا سيدنا العزيز الغالي على قلوبنا وتغمدك الله تعالى بواسع رحمته وحشرك مع أجدادك الطاهرين وإنا لله وإنا إليه راجعون.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: