فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





عمار كاظم عبدالحسين - 25/10/2013م - 4:51 م | عدد القراء: 2367




المرأة في المفهوم القرآني والرسالة الالهية هي حاضنة الأنبياء عليهم السلام، والمكلفة بحفظهم والعناية بهم والوقوف إلى جنبهم، ولقد سجل القرآن الكريم دور المرأة في حياة رسول الله صلى الله عليه وآله ودعوته ومشاركتها له في الهجرة والجهاد مقرونا بدور الرجل.

ومنح القرآن الكريم المرأة الصالحة الحب والولاء ودعى لها بالمغفرة والعفو والرحمة وأحاطها بهالة من نور.

وندرك عظمة المرأة في الرسالة الاسلامية وفي حياة رسول الله صلى الله عليه وآله بالشكل الذي يتسامى بشخصيتها ويمجدها باحترام وتقدير حين نعرف أن أول من استشهد في الاسلام هي سمية أم الصحابي الجليل عمار بن ياسر قتلها أبو جهل قائد الشرك والرجعية فقد دفعت حياتها ثمنا لمبادئ  الرسالة الاسلامية كما سارعت العديد من النساء المستضعفات لتصديق النبي صلى الله عليه وآله في بدأ دعوته وتحملن الأذى والتعذيب والاضطهاد فهاجرن إلى الحبشة وإلى المدينة المنورة ونصرن الله ورسوله بكل ما أوتين من قوة .

إن الدور الذي تمارسه المرأة في المجتمع تارة يكون عملا مباشرا وأخرى من خلال علاقتها النفسية والأخلاقية بالزوج والأبناء، فالزوجة التي توفر أجواء الراحة وحسن المعاشرة للزوج وتحقق له الود والمحبة والاستقرار النفسي كما ينبغي للعلاقة بينهما فإن مثل تلك الأجواء النفسية تؤثر على شخصية الزوج وعلاقته الاجتماعية بالآخرين وفي قدرته على الانتاج والعطاء كما تساهم التربية السليمة في تكوين الشخصية السليمة فتؤثر تلك التربية في مستقبل الطفل العلمي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي.

لذا كان للمرأة دور فعالا في البناء الاجتماعي من خلال التربية واعداد العناصر الصالحة لمجتمع وكذلك من خلال توفير الأجواء السليمة للزوج .

أختنا الفقيدة المؤمنة الصابرة المحتسبة خديجة أم سلمان كانت مثالا رائعا جسدت شخصية المرأة المؤمنة العفيفة الشجاعة المتعبدة المتهجدة الراضية بقضاء وقدره، وقد أوضحت ابنتها الغالية حوراء في كلامها وهي تخاطب أمها "مواقفها ويا طيبتها وصبرها الشامخ الغالي.. كثير ما تشقى ما تلقى أبد راحة.. مهم عندها تظل تتعب ولا يهمها الجزاء تالي" .

أم سلمان قضت حياتها استاذة مربية فاضلة عزيزة النفس كريمة الأخلاق كانت لها مصداقا لقول أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته "الله الله في الأيتام" فكانت تزورهم وتحمل لهم الهدايا بيدها لتسلمها لهم فكانت لهم الأم الرحيمة العطوفة بأيتام المؤمنين، فكفلت الأيتام ورعت الأرامل وعملت على قضاء ما تستطيع من حوائجهم، وكما أخبرنا زوجها ورفيق دربها الاستاذ زهير المحميد لم تكن مجرد زوجة لي بل كانت رفيقة دربي بكل معنى الكلمة، كانت الزوجة الصالحة المخلصة عزيزة النفس لم تغتاب أحد ولم تدع على أحد بل كانت حسنة السيرة والسلوك حتى مع من أذوها فكانت تدعو لهم وتقول "الله يهدينا معاهم" وكان لها دورا بارزا خلال الاحتلال البعثي للكويت فكانت تضمد الجراح وتساعد المحتاجين وهي ابنة أبيها الحاج كاظم عبدالحسين التي تربت على يديه فكانت المؤمنة الصالحة التي تحب الخير للناس ولكل الناس .

ويضيف رفيق دربها أبوسلمان بأنها كانت تلتزم بصدقة السر ولم يعلم بانفاقها ومساعدتها للفقراء والأيتام والمحتاجين والأرامل إلا زوجها حتى أبنائها لم يعلموا بذلك، قدوتها في ذلك أئمتها عليهم السلام وكانت رحمة الله عليها تفكر دائما في راحة والديها وأبنائها وزوجها حتى في مرضها الذي كانت تعاني منه لا تحب أن تظهره لوالديها حتى لا يتألمون فكانت تتحمل الألام في سبيل إسعاد الأخرين وكانت مصداقا للأية الكريمة "وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاح الذُّلّ مِنْ الرَّحْمَة وَقُلْ رَبّ اِرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا" وقل رب ارحمهما كما عانيا في تربيتي وكما تعبا وسهرا على راحتي وإسعادي وكما قلقا في مرضي وسفري وكما دعوا لي في ظهر الغيب وفي أوقات الشدة .

رحمك الله يا أم سلمان فقد كنت البنت المطيعة الرحيمة الرؤوفة بوالديك وقد كنت الأم الحنونة العطوفة والمربية الفاضلة وبذلك أطلقوا عليك أبنائك أم الخير وكنت نعم الأخت لنا فجزاك الله خيرا عنا وتغمدك الله بواسع رحمته وأسكنك الفسيح من جناته وحشرك مع رسوله محمد صلى الله عليه وآله وأهل بيته الطاهرين.

وإنا لله وإنا إليه راجعون وإنا لفقدك يا أم سلمان لمحزونون والفراق يطول..

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

الفاتحة



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «1»

30/07/2020م - 11:23 صمحمد جواد كاظم - الكويت
الله يرحمك يااختي العزيزه ام سلمان وحشرك الله مع النبي واله عليهم السلام وانت في غيابك الاّ ان روحك الطاهره معنا وابتسامتك المميزه لاتفترق وجوهنا ، كم وكم اتذكر حينما كنت معك في رحلتك للعلاج وارى فيك روح المنتصر واخيراً اتذكر يوم سألتك ليش ما اخذت عصاك وانت تعانين من آلام ظهرك قلت حتى لا ينزعج والدي وهو يراني والعصا في يدي ، وحقاً حين قال خديجه ما أذتني ولا عصتني الله يرحمك .
سلمت يداك يااخي ابوجعفر ورحم الله اختنا ام سلمان وهذه حال الدنيا . انا لله وانا اليه راجعون



اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: