فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





سيد جابر بهبهاني - 27/02/2012م - 3:56 ص | عدد القراء: 3004


عندما علم الأخ الكريم سيد جابر بهبهاني بأنني أقوم بكتابة وتدوين بعض الذكريات عن المرحوم الحاج عبدالعزيز موسى النقي وإلقاء بعض الضوء على سيرته العطرة خلال الفترة التي قضيناها معاً، والتي جمعتنا فيها روح الأخوة الإسلامية وخط الإيمان ومشاركة بعضنا البعض الأفراح والأتراح، والسرور والحزن، وحالات الرخاء والضيق، والتلاحم والانفصال، والهجوم والتصدي، والشدة والانفراج وما أكثرها، وشملت واقعنا العملي، وطريقنا الرسالي، وما كان لها من إيجابيات وسلبيات، وتقدم وتراجع، وانطلاق وجمود، واتحاد وفرقه، وما صاحب ذلك من آلام وشجون، وفرح وسرور وضيق وسعه، وتقدم وتأْخر، وتوسع وانكماش.

وبالمناسبة، عندما قررنا الكتابة عن الجماعة المباركة وما قامت بها من أعمال جليلة، وصور جميلة، وبناء رائع، بشهادة الجميع، خلال فترة ثلاثون عاماً، والتي نرى استمرارها وامتداداتها حتى يومنا هذا، أخذنا عهداً على أنفسنا بأن لا نتطرق إلا للوجه الجميل المعطاء، والإيجابيات التي أحاطت بالعمل، والعلاقات الحميمة الكريمة التي سادت علاقات العاملين، والأخوة المؤمنين، من دون ذكر السلبيات التي رافقت ذلك والمواقف التي أثرت فيه سلباً، ونحمد الله عز وجل على نعمة العلاقات الطيبة التي بدأت تلقى بظلالها مرة أخرى على المشاركين والعاملين المخلصين في العمل الرسالي والذى لا نريد ولا نهدف من وراءه إلا وجهه تعالى. نعم حتى هذه اللحظة لا نريد ذكر هذه السلبيات أو التطرق لها حفاظاً على المودة التي يجب أن تسود علاقات المؤمنين، والرحمة التي يجب أن تشمل حياة العاملين.

نعود مرة أخرى لنقول بأن الأخ العزيز سيد جابر بهبهاني أتحفنا ببعض ذكرياته، وجميل خواطره، عن المرحوم الحاج عبدالعزيز النقي (طيب الله ثراه وجمعه مع محمد المصطفى خير رسله وأنبيائه وآله الطيبين المنتجبين المهديين الطاهرين عليهم السلام) .

وأخيراً ننوه بأن ما كتبه وسطره أخونا العزيز نورده كما هو من دون تعديل ومن دون زيادة أو نقصان ولا يسعنا إلا أن نقدم له بجزيل الشكر وخالص الامتنان على ذلك.

وبالمناسبة فإن الأخ العزيز سيد جابر بهبهاني من الذين عملوا من خلال الجماعة المباركة منذ بداية سبعينيات القرن العشرين، وله مساهمات كبيرة في العمل الإسلامي الواعي المنفتح، ويملك كم هائل من الذكريات راجين أن لا يحرمنا منها، داعين الأخوة الأعزاء للمساهمة معنا في تدوين ما يمكن تدوينه من تاريخ هذه الحركة المباركة وأشخاصها والعاملين والمساهمين والمرتبطين معها، وكذلك مواقع انطلاقها، ونترككم الان مع ما سطره قلم سيد جابر عن ذكرياته مع المرحوم الحاج عبدالعزيز النقي (بوسعود) .

 

عبد العزيز النقي بلسم حملة التوحيد الكويتية

بقلم الحاج/ سيد جابر بهبهاني

"بو سعود عطاك عمره" قالها بوهادي (عبدالله غضنفري) بصوت خافت رداً على سؤالي له بأن ما إذا كان برنامج رمي الجمرات للنساء سار حسب ما هو مخطط له، قلت له: نعم ! ماذا تقول؟ فأجاب: "بو سعود توفي البارحة في الباص ونحن متجهين إلى الجمرات" ، استمعت وأنا في حالة من الذهول والوجوم والحزن لبوهادي وهو يروي لي قصة وفاة بلسم حملة التوحيد الكويتية أخينا الحاج العزيز عبد العزيز النقي رحمه الله تعالى، كان هذا قبيل أذان الفجر في اليوم العاشر من ذي الحجة عام 1418 هـ.

تكتمت على الخبر فسعود النجل الأكبر للمرحوم الحاج عبد العزيز النقي برفقة الحملة، وكان المرحوم والده قد ألح عليه على أن يحج معه هذا العام، ويقول سعود في ذلك ليس من عادة الوالد أن يلح علي للحج مثل هذا الإلحاح، وكذلك لأن أغلب حجاج الحملة نائمين، وخبر مثل هذا لا يمكن لأحد إعلانه في الحملة غير العم الحاج كاظم عبد الحسين حفظه الله تعالى.

وبعد أن أدينا صلاة الفجر ما هي إلا دقائق حتى ارتفع صوت بالبكاء، كان الصوت لسعود بعد أن أعلمه العم حجي كاظم بالخبر الحزين، ذهبت لسعود لمواساته فرأيته يبكي وهو واضعاً رأسه على كتف حجي كاظم وقد التف حولهما أعضاء اللجان والحجاج، أما حجي كاظم فقد كان صابراً بكل جلد رغم عظم المصاب عليه لأن المرحوم بو سعود كان له أخ عزيز وصديق عمر.

في عدة آيات كريمة يصف الرحمن عباده منها الآية 63 من سورة الفرقان (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً) ، والهون في المشي هو عكس الغرور والتبختر وهو دلالة على التواضع، أما رده على الجاهلون بالسلام وهو قادر على الرد عليهم بالمثل فهي علامة الحلم والصبر والعظمة. ومن علامات المتقين التي يذكرها الإمام علي بن أبي طالب عليهما السلام في خطبة المتقين "الخير منه مأمول، والشر منه مأمون".

نعم هذه هي أهم الصفات المميزة لبو سعود الذي كنت أعرفه منذ أن بدأنا أنا وأخوتي الذهاب إلى جامع النقي في عام 1967م، ولكن لم تربطني معه علاقة أخوة وود ومحبة إلا في عام 1978م، قبل علاقتي هذه التي أعتز بها كنت أحترمه فتواضع خلقه كانت تفرض احترامه، أما تعامله الراقي معك تجعل من علاقة الأخوة والود والمحبة تتشكل معه بكل يسر وسلاسة. لم أكن أعرف بأنه من رجال الأعمال الذين أغناهم الله من فضله بسبب بساطة هيئته، فلا أتذكر أني رأيته لابس العقال وهو أدنى درجات التزين للرجال ولا أدري لماذا ، ولكني لم أره يلبسه.

كان رحمه الله تعالى لا يترك صلاة الجماعة في جامع النقي، بل وكان يحرص على أن يأتي إلى الصلاة قبل موعد الأذان، ونادراً كان ما يتأخر عنها، وكنا إذا لم نره في صلاة الجماعة كنا نعرف أنه في وعكة صحية أو مسافر، فلا شيء يمنعه من صلاة الجماعة في الجامع غير هذين الأمرين.

في إحدى جلساتي معه حدثني عن أنه كان من مشجعي النادي العربي الرياضي، وكان لا يحضر فقط مباريات العربي بل كان أيضاً يحضر حتى تمارين فريق كرة القدم، يقول في إحدى المرات وأنا جالس أتفرج على تمارين الفريق خطرت في ذهني خاطرة، وهو أن لو ملك الموت قبض روحي وأنا على هذه الحال فماذا سيكون جوابي لرب العالمين؟ يقول ومن يومها قررت أن لا أحضر حتى المباريات.

ولابد من الإشارة هنا هو طبعاً لا يقصد بأن في عمله هذا يرتكب محرماً يأثم عليه، بل يرى حسب وجهة نظره من الأفضل له أن يصرف هذا الوقت في عمل يفيده لآخرته، وللعلم كان مقر النادي العربي في الدسمة بجانب جامع النقي مكان مدرسة بيبي السالم حالياً.

وكان يحب الصيام وقالها لي مرة، وحسب ما أعرف أنه كان يواصل صيام شهري رجب وشعبان بشهر رمضان المبارك. وفي احدى مواسم الحج وكان هذا الموسم صعباً لزحمة المرور وسوء إدارة هذه الزحمة مما تسبب في تأخر التنقل فأدى إلى بعض الربكة في برامج الحملة، فقلت له بو سعود هالسنة الله يستر مرور مرتبك جداً ومحتاجين دعائك الخاص. وبعد عودتنا من الحج بالسلامة التقيت به في جامع النقي فأخبرني وكنت لا أعلم بذلك بأنه كان كل موسم حج ينذر بأن إذا رجعت الحملة إلى الكويت سالمة يصوم لله سبحانه وتعالى عشرة أيام، ولكنه هذا الموسم نذر بأن يصوم خمسة عشر يوماً، وقال لي ممازحاً "ورطتني كل منك سيد".

لا أعرف عدد الحجات التي أداها ولكني لا أظنها تقل عن الثلاثين حجة، من هذه الثلاثين ما يقارب العشرين منها كانت مع الحملة، لأني لا أذكر منذ أن أصبحت عضواً من أعضاء لجان الحملة بأنه تغيب عن موسم من مواسم الحج، أقول لا أذكر لأنه قد يكون قد تغيب ولكني لا أذكر لندرتها، وكان يحتفظ بجميع تذاكر السفر التي سافر بها إلى الحج .

لقد ذكرت في مقدمة هذا المقال بأن المرحوم بو سعود بلسم الحملة وهذا ليس كلام إنشائياً، فما ذكر من قصة نذره لعودة الحملة وحجاجها بالسلامة إنما هي مفردة واحدة من مفردات كثيرة في علاقته بالحملة.

كان رحمه الله تعالى في كل سنة يحرص على أن يكون أول المسجلين بالحملة، ولهذا اعتدنا على أن يأتي بنفسه وبكامل متطلبات التسجيل له وللمرحومة زوجته أم سعود التي هي أيضاً كانت مرافقة له في كل الحجج التي حجها مع الحملة.

وفي مرات كثيرة كان يأتي قبل موعد فتح باب التسجيل وينتظر في سياراته لحين البدء بالتسجيل، كان يفعل هذا رغم علاقة المودة والرحمة التي تربطنا به نحن أعضاء الحملة جميعاً، ويفعل ذلك وهو يعلم بأنه لو طلب منا تسجيله بدون حضوره لما تأخرنا، ولكنه كان قصده أن يرفع الحرج عنا لئلا يقال بأن الحملة تسجل ربعهم فقط، وأيضا ليشجعنا ويشجع الآخرين على الالتزام بنظام الحملة.

وللعلم وخصوصا في السنوات الأولى كان باب تسجيل الحجاج في الحملة يفتح لمدة ساعة، ومن ثم تعتمد الحملة الأسماء المقبولة للحج مع الحملة، وطبعا الأولوية في القبول للمسجلين للحج للمرة الأولى، وفي موسم من هذه المواسم اضطرت إدارة الحملة لإغلاق باب التسجيل بعد فتحه بنصف ساعة لأنه تم تسجيل ضعف العدد المطلوب مما تسبب لإدارة الحملة بإحراجات شديدة.

كان المرحوم بو سعود خفيفاً على الحملة فلم يثقل قط عليها بمقدار ذرة من الطلبات، فمناسكه كان يؤديها لوحده مع زوجته المرحومة أم سعود، دون أن يطلب سيارة أو أن يرافقه أحد من أعضاء اللجان، وكانت له عادة وهي أنه يصطحب معه إلى الحج في كل موسم أحد أبنائه أو بناته.

 

من هدوئه كنا لا نشعر بأنه موجود معنا بالحملة، فلم يتذمر أو يتشكى قط، وإذا سمع تذمر أو شكاوي من أحد الحجاج على الحملة كان يرد عليهم بالتي هي أحسن، وإذا رآنا مشغولين يصبرنا ويشجعنا على بذل المزيد من الجهد ويمازحنا ليخفف عناء التعب أو التوتر. ولهذا أنا شخصياً وأحسب جميع أعضاء اللجان كذلك يمثل وجوده معنا هو وزوجته أم سعود رحمهما الله تعالى في الحملة مصدر سعادة وارتياح، وقد علمت منه بأنه يأخذ معه من الريالات السعودية ما يوازي الخمسمائة دينار كويتي لعرفات والمزدلفة، يضعها في حزام الإحرام (الموميان) ، وذلك احتياطاً منه لكي يقدمها للحملة إذا احتاجت لذلك، وعند وفاته وجدنا مثل هذا المبلغ في حزام إحرامه.

وفي موسم حج عام 1409هـ تم منع الحملة بجميع لجانها وحجاجها من العودة إلى الكويت، لذا لم تغادر الحملة مكة المكرمة إلا في العشرين من ذي الحجة، وذلك بسبب الأحداث التي وقعت في ذلك العام. وحرصاً من بو سعود على مؤازرة الحملة في أوقاتها العصيبة بادر بعرض خدماته على إدارة الحملة وقال "أي شئ تحتاجونه أنا حاضر المهم أن لا ينقص من خدمات وبرامج الحملة شي" ، فشكرناه على هذه المبادرة وأخبرناه بأن العم الحاج كاظم دائماً يأخذ احتياطه لمثل هذه الحالات. وعندما حجزت السلطات الأمنية حجي كاظم كان هو أحد أعضاء لجنة شكلتها الحملة للتشاور معهم، وتكونت هذه اللجنة من: "سيد أحمد سيد عبد الصمد، الحاج عبد الحسين بهمن، المرحوم الحاج عبد الرضا سفر، الأخ الكريم عبد الوهاب الوزان، الدكتور جاسم الحسن" بالتعاون واحاطة اللجنة الرئيسية والتي تشكلت من الأخوة "الحاج علي غضنفري، سيد جابر بهبهاني وكاتب هذه السطور" واحاطتهم علماً بما تقوم بها من اجراءات وخطوات مع الجهات الرسمية في دولة الكويت والتشاور معها بشأن الوضع المستجد، وكان بو سعود يومياً يتكلم مع والده الحاج موسى النقي رحمه الله تعالى في الكويت ويطمئنه بأن كل شيء على ما يرام وأن برامج وخدمات الحملة كما هي لم ينقص منها شيء، ألم أقل لكم بأنه بلسم الحملة.

وشخصيا كانت لي ذكريات جميلة مع العزيز بو سعود والذكريات هذه تدل على اهتمامه بمن حوله من أخوة وأصدقاء، منها عندما ولدت لي أول ابنة وكان ذلك قبل صلاة المغرب في شهر رمضان المبارك رآني في جامع النقي وبعد أن بارك لي قال لا تنزعج لأنها بنت فالخير آتاني مع أول ابنه رزقت بها، وعندما علم بالحمل الثاني لزوجتي أعطاني دعاء وطلب مني قراءته ليرزقني الله سبحانه وتعالى الولد، فقلت يكفيني سلامة المولود والوالدة، فقال لي ممازحاً دعك من هذا الكلام وخذ هذا الدعاء واقرأه، وفي إحدى ليالي الإحياء وبعد الفراغ من قراءة الأدعية قال لي بأنه أثناء الدعاء خطرت على باله فدعا لي بالذرية الصالحة.

في موسم الحج الذي توفي فيه بو سعود كنت قد اقترحت على إدارة الحملة بأنه لابد من على الأقل عضوين من أعضاء لجان الحملة أن لا يحجوا ويدخلوا مكة المكرمة بعمرة مفردة، وذلك تحسباً لأي حالة طارئة تستدعي أعضاء غير محرمين خصوصا أيام أداء مناسك الحج، وقد تطوع كبداية لتنفيذ هذا الاقتراح أنا ورجل المهمات الصعبة الأخ العزيز إسماعيل سلطان (بو جلال) .

وفي الليلة التي توفي فيها بو سعود كنا أنا وبو جلال في المزدلفة قبل المغرب وذلك لحجز و تهيئة المكان ومن ثم استقبال حجاج الحملة النافرين من عرفات، كان هذا من مهام أعضاء اللجان الغير محرمين. وأول دفعة وصلت إلى المزدلفة من حجاج الحملة كان باص النساء وبرفقتهن بو سعود، فانشغلنا أنا و بو جلال بتقديم العشاء والمرطبات للنساء، وأثناء ما كنا نقوم بهذه المهمة التفت إليه وإذا به ينظر إلينا بكل هدوء وسكون، لا زلت أتذكر هذه النظرة فلقد شعرت بأنها نظرة الأخ المشفق على إخوانه من عناء الجهد، ولهذا لم ينزعج أو يتذمر لأننا انشغلنا عنه، سألته عن ما إذا كان بحاجة إلى شيء.. كان طلبه فقط علبة سفن أب باردة، ذهبت بالحال إلى الثلاجة وأتيت له بالسفن آب البارد.

وقبل منتصف الليل غادرت نساء الحملة المزدلفة إلى الجمرات وقد غادر هو معهن وكانت آخر مرة رأيته فيها، لم أره بعدها إلا صباح يوم الثاني عشر من ذي الحجة وهو مسجى على النقالة في جدة، وكان برفقتي بو جلال فلو كنا محرمين لما استطعنا أن ننهي إجراءات شحن الجنازة في الموعد المقرر وهو الثانية عشر ظهراً، وقبل استلام الجثمان طلبت من المسؤولين الكشف عن وجه المرحوم بو سعود للتحقق منه، بعدها قمنا بنقل الجثمان إلى مطار جدة الدولي وأتممنا إجراءات شحن جنازة المرحوم بو سعود إلى الكويت.

بو سعود ذكر لي إنه يتأثر كثيراً عندما يقرأ الخطيب الحسيني أبيات الشعر بلسان حال بطلة كربلاء زينب عليها السلام:

إن كان تريدني أبطل النوح ونيني

تاخذ ذكراك من قلبي وصورتك من عيني

وأنا لا زلت إذا سمعت هذه الأبيات أتذكر حبيبنا وعزيزنا المرحوم الحاج عبد العزيز النقي، فرحمك الله يا بو سعود رحمة واسعة وحشرك الله وإيانا مع محمد وآل محمد.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: