فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





حسن فالح الناصر - 17/05/2012م - 11:07 م | عدد القراء: 2290


وهذه كلمة رفيق دربه ونسيبه المرحوم الأستاذ حسن فالح الناصر (بوعلي) رحمهما الله تعالى..

 

لقد تم التعارف بيني وبين المرحوم أبو مصعب (محمد خضير حبيب) في بداية عام 1971 / 1972م في جامع النقي بمنطقة الدسمة بالكويت، وتعتبر هذه المرحلة من أهم المراحل لأنها بداية الصحوة الإسلامية، وأصبح المسجد قاعدة الصحوة الإسلامية.

 

كان المرحوم أبو مصعب محبوباً من الجميع لدماثة خلقه ولصراحة قوله وجرأته في قول الحق، فكان رحمه الله تعالى لا تأخذه في الله لومة لائم.

 

كان يشجع الشباب على اقتحام الصعاب ومواجهة الباطل، مهما كان هذا الباطل إنسان أو فكرة، ومن المسجد تمت الانطلاقة فقد درس رحمه الله تعالى على يد بعض العلماء الواعين آنذاك الفلسفة الإسلامية والمنطق والفقه وكان يستوعب الدرس بسرعة قبل غيره من إخوانه المؤمنين.

 

ومن جامع النقي انطلقت أول مجموعة مؤمنة، وكانت هذه المجموعة لا تملك شيء سوى الإيمان بالله سبحانه وتعالى والإخلاص له ونشر الإسلام كبديل عن الفلسفات والمذاهب الفكرية الأخرى، والعمل عادة يتطلب دعماً مادياً كبيراً فما هو الحل؟

 

فكانت جمعية الثقافة الاجتماعية وهي بؤرة التحرك الإسلامي لنشر الوعي بين الناس، وكانت عبارة عن بيت صغير يؤمه بعض كبار السن لقضاء وقت فراغهم في شرب الشاي والقهوة والأحاديث التي كانت لا تضر ولا تنفع، ولقد مرت الجماعة المؤمنة في تلك اللحظات بصعاب كثيرة، ولكن بفضل الله تعالى وتماسك الجماعة المؤمنة تذللت تلك الصعاب.

 

وصمم المرحوم أبو مصعب على نقل الجمعية من مقرها الحالي (في ذلك الوقت) إلى مقر آخر في منطقة المنصورية.

 

ثم صممت الجماعة المؤمنة على بناء مقر للجمعية في منطقة ميدان حولي، ولقد أخذ على عاتقه بناء الجمعية في أسرع وقت، وفعلاً تم ذلك بفضل الله تعالى وإرادة المؤمنين.

 

ثم واصلت الجماعة المؤمنة العمل بتوجيهاته الواعية فكان عملياً في كل شيء، فطرح عليه فكرة إنشاء مخيم للشباب في فصل الربيع فكان من المشجعين والمؤيدين لهذه الفكرة، وكانت بداية المخيم خيمة واحدة وسمي مخيم الغدير والذي توسع فيما بعد ليشمل أكبر مخيم تقيمه جمعية الثقافة الاجتماعية في كل سنة، فتلقى في مخيم الغدير الدروس الدينية والثقافية والمحاضرات العلمية ويدعى له كبار رجال العلم والمثقفين وبعض الدعاة المسلمين، فكان حتماً بؤرة خير وبركة للمجتمع ومركز ثقافي متنوع تزاول فيه جميع الأنشطة.

 

وفعلاً بدأ الإسلام الواعي ينتشر بسرعة وبدأ الوعي يدخل في كل بيت.

 

ثم عمل المرحوم أبو مصعب مع إخوانه المؤمنين على خوض الانتخابات، وكانت البداية مع انتخابات المجلس البلدي، وبفضل من الله عز وجل وتماسك الفئة المؤمنة فاز مرشح الجمعية في الانتخابات، وكان ذلك عاملاً من عوامل دفع المؤمنين لخوض انتخابات مجلس الأمة بعد ذلك، وكذلك فاز ممثلو الجمعية في انتخابات مجلس الأمة، مما أعطى الصحوة الإسلامية ثقلاً اجتماعياً وقوة لا يستهان بها وخاصة الفئة المؤمنة وعلى رأسها المرحوم أبو مصعب الذي كان فعلاً الأب الروحي والمفكر الإسلامي والمخطط الجرىء للصحوة الإسلامية في القطاع الإسلامي الشيعي.

 

وينفرد المرحوم أبو مصعب على زملائه في قوة تأثيره على الناس فهو محاور جيد، صلب الإيمان، قوي العزيمة، واضح الرؤيا.

 

ومن أعمال المرحوم أبو مصعب الواضحة في هذا المجال:

1-       قام ببناء مقر جمعية الثقافة الاجتماعية في ميدان حولي بوقت زمني محدد وبسرعة.

2-       أسس مخيم الغدير.

3-       قام ببناء مسجد الإمام الحسن عليه السلام في منطقة بيان.

4-       مساعدة الفقراء والمحتاجين والأرامل وذلك بتخصيص صندوق خاص به لذلك يقتطع من مصروفه الخاص.

 

أما موقفه من التيارات الإسلامية الأخرى كان واضحاً فهو يرفض الطائفية والقبلية ويؤمن بأن الكويت وطن الجميع، يجب أن ندافع عنه ونخلص له، وذلك كان واضحاً أثناء الغزو الصدامي الغاشم على الكويت، فكان يساعد الجميع دون تمييز ولا تفريق بين أحد.

 

وكان يحب عائلته زوجته وأطفاله ولم يفرق بين أحد من أبنائه.

 

وكان يردد دائماً كلمة: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

 

وكان يقول لإخوانه المؤمنين دائماً عبارته المشهورة عن أمير المؤمنين عليه السلام: لا تستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه.

 

وكلما اشتد وطيس الصراع توجهنا إليه نستشيره لإيجاد الحلول المناسبة لبعض المشاكل لاتخاذ الموقف الشرعي منها.

 

رحمك الله تعالى يا أبا مصعب لقد كنت رجل ساحة، ورجل مواقف، فأنت أبو الصحوة الإسلامية وفارسها.

 

فسلام عليك يوم ولدت ويوم توفيت واسترحت من الدنيا ويوم تبعث حياً.

 

 أما نحن فعلى الأثر وعلى مسيرة القرآن الكريم وأهل البيت عليهم السلام والإسلام العزيز باقون حتى نلتقي في يوم الجزاء.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: