فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





سيد جابر بهبهاني - 15/05/2012م - 4:35 م | عدد القراء: 3093


بعد تخرجي من كلية التجارة ـ جامعة الإسكندرية ـ في عام 1977 م انتسبت إلى عضوية جمعية الثقافة الاجتماعية ـ الكويت ـ بشكل رسمي، أما قبل هذا العام فقد كنت أتردد على الجمعية بشكل متقطع وليس بانتظام خلال العطلة الصيفية، والفضل في هذا الانتساب يعود إلى أخي العزيز عبد المطلب الوزان (بوهاشم) الذي تعرفت عليه خلال الدراسة الجامعية في الإسكندرية وتطورت هذه المعرفة مع مر الأيام إلى صداقة وأخوة، وقد كان يحدثني كثيراً عن الجمعية والنشاطات التي تقوم بها، فاتفقت معه على زيارة الجمعية عندما نعود إلى الكويت في العطلة الصيفية، وهذا ما كان.

عندما دخلت الديوانية في زيارتي الأولى للجمعية لم أشعر بالوحشة أو الغربة التي من الطبيعي أن يشعر بها أي شاب يزور مكان جديد، وذلك أولاً لأن أغلب الأعضاء المتواجدين في ديوانية الجمعية كنت أعرفهم في جامع النقي، وثانياً لأن الديوانية كانت مزيجاً من مختلف الأعمار كل يجد قرينه في السن، ثالثاً كان طابع الديوانية الانفتاح والمرح فلم يكونوا منغلقين أو متزمتين، ورابعاً إن ممارستي للعمل الجماعي في اتحاد الطلبة الكويتيين ـ فرع الإسكندرية ـ وقد كنت عضواً في اللجنة الرياضية جعلتني اعتاد على مثل هذه التجمعات.

لقد ذكرت في المقدمة بأن انتسابي للجمعية فضل، لأن كان لهذا الانتساب الأثر الكبير بل الأساسي في ترتيب اهتماماتي وفي صقل شخصيتي و تكوين صداقاتي. فعند تخرجي من الجامعة كنت شاباً مفعما بالطاقة والحيوية والنشاط، وهذه لم تكن حالة استثنائية أو انفرد بها بل كانت هي الحالة العامة بين الشباب، وعكس هذا هو الاستثناء. ولهذا قررت أن أبدأ عملي التطوعي بموازات مسيرتي الوظيفية، فكان لابد من البحث عن موقع أنمي وأطور فيه هذه الطاقة والحيوية والنشاط، على أن ينسجم هذا الموقع مع اهتماماتي التي حددتها بأمور تنفع ديني وآخرتي والمجتمع الذي أعيش فيه، وقد كان هذا الموقع هو جمعية الثقافة الاجتماعية، والحمد لله بأني وفقت في هذاالاختيار.

لجنة المراسلات الخارجية كانت أول لجنة من لجان الجمعية عملت بها بناء على طلب من الأخ العزيز عبد المطلب الوزان الذي كان عضواً فيها أو حسب ما أذكر من المؤسسين لها، ولا يحضرني أسماء بقية الأخوة أعضاء اللجنة الذي كان عددهم في حينها خمسة، وقد انظم إلى اللجنة في عام 1981م الأخ العزيزعيسى عابدين (بوعلي) .

وتتلخص مهمة لجنة المراسلات الخارجية أنها حلقة الوصل بين الجمعية وبين من هم خارج الجمعية، سواء على المستوى المحلي في الكويت أو المستوى الدولي خارج الكويت، وكان يشمل مسئولين وأعضاء في الجمعية ومهتمين بأنشطة الجمعية ووجهاء وهيئات وجمعيات خيرية وتطوعية وكذلك دور نشر، كانت اللجنة تنقل إليهم مختلف أنشطة الجمعية من محاضرات وندوات ومطبوعات وتسجيلات (أشرطة كاسيت) واحتفاليات وكذلك الرياضية والترفيهية (أي انها كانت في تلك الأيام بمثابة التويتر والفيس بوك والإيميل في أيامنا هذه)  ولقد تمكنت اللجنة من خلال سعيها لتحقيق هذه المهام من تكوين علاقات جديدة مع هيئات وأفراد خارج الكويت، وهو مكسب إضافي للجمعية على مستوى انتشار صيتها وسمعتها وتحقيق أهدافها.

في ذلك الوقت كان البريد العادي لوزارة المواصلات هو السبيل الوحيد في إنجاز هذه المهمات، وأقل مدة للبريد حتى يصل للمرسل إليه هي ثلاثة أيام هذا إذا كان داخل الكويت، أما خارج الكويت فحدث ولا حرج فالمدة تصل ما بين أسبوعين إلى شهر، أضف إلى هذه المدة ما لا يقل عن أسبوع وهي فترة إعداد المراسلات حتى يكون جاهزاً لأخذه للبريد، أي لكي يصل الخبر أو الحدث إلى الجهات المرسل إليها تتراوح المدة ما بين عشرة أيام إلى شهر حسب مكان هذه الجهات.

وإعداد المراسلات كان يشمل على كتابة العناوين بعد استلام النشرة أو المجلة أو الدعوة وما إلى ذلك من اللجان المختلفة، والكتابة كانت تتم إما يدوياً بواسطة أعضاء اللجنة، أو يتم طباعتها بالآلة الكاتبة بواسطة سكرتير الجمعية الأخ العزيز حمزة مظفر إذا سمح له الوقت، وقد بلغ عدد العناوين التي تقوم اللجنة بمراسلتها أكثر من 1000 عنوان، وهي منتشرة في الكويت وخارج الكويت في مختلف قارات العالم.

وكان لابد من مراجعة كتابة العناوين وإلا حجم المردودات البريدية سوف يكون كبيراً، وبذلك تتحقق خسائر على مستوى المادة وهي قيمة الرسوم البريدية (الطابع) ، أو على مستوى الجهد الذي انصرف في إعداد المراسلات، أو حتى على مستوى العلاقات التي تحقق منها الكثير بواسطة هذه اللجنة.

وبعد الفراغ من إعداد المراسلات تأخذ إلى أقرب مركز بريد لدفع الرسوم البريدية ووضعها في البريد ، ولك أن تتخيل إذا لم تكن هذه المراسلات ظرف بريدي فيه ورق أو ورقتين، بل أحياناَ تكون كتيبات أو المنشورات الدورية أو أشرطة كاسيت التي تصدرها الجمعية ، عندها لابد من وضعها في كراتين لأخذها إلى البريد.

كان الموضوع الحاضر في أغلب اجتماعات اللجنة هو كيفية اختصار عملية طباعة العناوين على المراسلات، على أن تضمن الدقة في طباعة العناوين بدون أخطاء وتقلص مدة الإعداد وتوفر في الجهد المبذول لإعداد المراسلات، وقررت اللجنة البحث في السوق عن طريقة آلية في طباعة العناوين تضمن الدقة وتقلص المدة وتوفر الجهد ، وبعد البحث وجد الأخ العزيز عبد المطلب الوزان ضالة اللجنة في جهاز لطباعة العناوين آلياَ يحقق ما تقدم من مواصفات.

كان هذا الجهاز يضع الظروف البريدية أو الأوراق المراد طباعة العنوان عليها في جهة، وفي الجهة الأخرى يضع كروت مصممة خاصة للجهاز تكون العناوين مطبوعة عليها مسبقاَ، ويمكن استخدام هذه الكروت لمرات كثيرة ، وكانت بألوان مختلفة وهذا يمكن اللجنة من تصنيف العناوين حسب الجهة المرسل إليها (هيئات ـ مسئولين ـ أعضاء الخ) ، فالمراسلات فيها ما يبعث للجميع كبطاقات التهنئة للأعياد، وفيها ما يبعث لفئات محددة كالحساب الختامي للجمعية يبعث فقط للأعضاء، وطاقة هذا الجهاز كانت طباعة 500 عنوان في ساعة.

طبعا اللجنة وعلى الفور وبكل فرح وحماس اتفقت على أن هذا الجهاز سوف يكون حلال المشاكل للجنة المراسلات، ولكن هذا الفرح والحماس اصطدما بحقيقة أن مجلس إدارة الجمعية سوف لن يوافق على شراء الجهاز من ميزانية الجمعية، ذلك لأن تكلفة شراءه كانت 650 د.ك وهي كانت تعتبر عالية في ذلك الوقت، فبسبب قلة الموارد المالية للجمعية يتعامل مجلس الإدارة مع مقترحات تطوير أداء اللجان بطريقة "اذهب أنت وربك فقاتلا مع دعائنا لك بالتوفيق" ،  فاللجنة لها فقط غرفة وفي حالات لجنتين في غرفة واحدة، وفي الغرفة طاولة مع عدة كراسي وبعض من القرطاسية، وهذه حقيقة تكلم عنها الأخ العزيز سيد رضا الطبطبائي في ذكرياته عن لجنة التسجيلات في جمعية الثقافة الاجتماعية المنشورة على شبكة البشائر الإسلامية.

اقترحت على أعضاء اللجنة البحث عن مصادر من خارج الجمعية للتبرع بقيمة الجهاز، وطبعاً كانت الموافقة بشدة وأيضاً مع الدعاء بالتوفيق لصاحب الاقتراح، فقد كانت الاقتراحات في تلك الأيام مكلفة على صاحبها، ذهبت إلى أولاد الخالة ضياء وهاني عبد اللطيف الكاظمي وشرحت لهم عمل اللجنة وأهمية شراء هذا الجهاز، فوافقا جزاهما الله خيرا على التبرع بقيمة الجهاز وتم شراؤه ، وقد أحدث هذا الجهاز نقلة نوعية في أداء مهام لجنة المراسلات.

ومن فرط الفرح و الحماس لشراء هذا الجهاز وجهت وزارة الإعلام إنذار للجمعية، لماذا ؟ القصة هي أن مجلس إدارة الجمعية كان  يصدر نشرة شهرية باسم طريق النور، وهي في واقع الأمر لم تكن نشرة بل هي مجلة من حيث الموضوعات والترتيب وأيضا الطباعة، ولا علاقة لها بالنشرة إلا بالاسم، وكان هذا بسبب الصعوبات والمعوقات لترخيص مجلة، وتم إصدار منها العديد من الأعداد (نشرت شبكة البشائر الإسلامية نماذج منها) ، وكانت هذه النشرة توزع داخل الجمعية و للمهتمين من خارج الجمعية.

وعند شراء الجهاز تقرر التوسع في توزيع مجلة طريق النور في الكويت، وكما ذكرت أن اللجنة صنفت العناوين حسب الجهات والهيئات المرسلة وكل مميز بلون، وحسب القرار كان من المفترض التوزيع على الجهات الشعبية دون الرسمية، والخطأ الذي وقع وتسبب في إنذار الجمعية وتوقف إصدار مجلة طريق النور هو أنه تم وضع جميع الكروت لطباعة العناوين بما فيها الجهات الرسمية والتي منها وكيل وزارة الإعلام، فما كان منه إلا أن وجه إنذاراً رسميا بالتوقف عن إصدار مجلة غير مرخصة، ولا زلت أتذكر تلك الليلة التي دخلت فيها ديوانية الجمعية وإذا بالكل ينظر إليّ، عندها شعرت بأن هناك خطأ ما وقع، علمت بعدها بما اقترفته يداي فابتسمت ابتسامة ملئها الأسف والحرج .

وكانت الجمعية أيضاً تصدر نشرة كل أسبوعين تتكون من خمس أو ستة أوراق (فلسكابA 4 (  ، هذه النشرة عبارة عن أهم النشاطات التي قامت بها اللجان المختلفة للجمعية مع أخبار تخص أعضاء الجمعية (وفيات ـ مواليد ـ زواج) بالإضافة إلى بعض المقالات الثقافية، وكان الطلبة المنتسبين لعضوية الجمعية الذين ذهبوا في بعثات خارجية لإكمال دراساتهم الجامعية (الولايات المتحدة ـ أوربا ـ مصر وغيرها) ينتظرون هذه النشرة على أحر من الجمر، لماذا ؟

لأنها كانت الوسيلة الوحيدة للتواصل مع من هم في خارج البلاد وتمكنهم من معرفة آخر أخبار الجمعية وأعضائها، ولذلك يكونون في شوق دائم لاستلام هذه النشرة، ففي ذلك الوقت كانت التلفونات الأرضية فقط البديل الآخر للتواصل، وبسبب ارتفاع أسعار المكالمات الدولية فإنها تستخدم فقط للاطمئنان على الصحة والسلامة أو للأمور الضرورية، وعادة ما تجرى هذه المكالمات بين الأهل ويستهلك جل الوقت في كيف حالك؟ والحمد لله.. ففي وقتها لم تكن وسائل الاتصال الحالية موجودة، وحتى استخدام الفاكس لم يكن منتشراً، والمغترب من الطلبة عليه أن يتابع أخبار وطنه من المحطات التلفزيونية أو صحف البلد الذي هو فيه ، فلم تكن القنوات الفضائية كذلك موجودة.

وكان الموجود من الطلبة في البلدان القريبة من الكويت كمصر مثلاً حظهم أوفر في متابعة أخبار الكويت من الصحف الكويتية التي تصل بعد ثلاثة أو أربعة أيام من إصدارها، أو من إذاعة الكويت وليس في كل الأوقات كانت هناك أوقات محددة (كأخبار الساعة الثامنة مساءً أو مباريات كرة القدم ) يتم فيها تقوية الإرسال.

فمثلا لسماع التعليق على مباراة لكرة القدم كان لابد من بذل الجهد للبحث على الموجة التي تبث تعليق المباراة، ولكي تتمكن من التقاط هذه الموجة عليك أن تضع المذياع (الراديو) على أذنك وتلتف 180 درجة، وكان المعلق يقسم الملعب على 8 مربعات حتى تتابع أنت معه أن اللعب في أي جهة من الملعب.

ومنذ افتتاح جامع النقي تزايد الطلب على تسجيلات محاضرات وخطب سماحة الشيخ علي الكوراني ومن بعده سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي حفظهما الله تعالى من داخل الكويت وخارج الكويت، ولهذا أسست جمعية الثقافة الاجتماعية لجنة للتسجيلات (منشور في شبكة البشائر الإسلامية ذكريات الأخ العزيز سيد رضا الطبطبائي عن اللجنة) ، وقد قامت لجنة المراسلات بالتنسيق مع لجنة التسجيلات بمهمة توزيع هذه التسجيلات (أشرطة كاسيت) خارج الكويت وذلك حسب الطلب.

وعند تأسيس دار التوحيد لهدف نشر فكر وثقافة أئمة أهل البيت عليهم السلام تم الاتفاق مع إدارة الدار على التنسيق في توزيع المطبوعات التي تصدرها، فقد كانت الدار تزودنا بالمطبوعات المختلفة التي تقوم بطباعتها وتقوم لجنة المراسلات بتوزيعها على العناوين التي لديها حسب الطلب.

ما تقدم ذكره هو اجتهاد لا يدعي الكمال  في ذكر الحقيقة،  لذا أرجو من كل من ساهم بهذا العمل المبارك (لجنة المراسلات) أو يحمل ذكريات عنه أن يكتبه ويرسله على البريد الإلكتروني لشبكة البشائر الإسلامية.

ونسأل الله تعالى القبول من الجميع .



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: