فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





سيد مصطفى بهبهاني - 03/05/2012م - 11:14 م | عدد القراء: 2420


إنا لله وإنا إليه لراجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) .

انتقل إلى رحمة الله تعالى الحاج الوجيه العبد الصالح حسن فالح الناصر (بوعلي) بعد حياة ملئها طلبا للعلم وجهاداً في سبيل الله آن لهذا المجاهد أن يرتاح بعد ما شيد دار آخرته بصالح عمله وتزود لبعد سفره بورعه وزهده وتقواه، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً. 

 

كان دائماً يلقاك بابتسامة تغرس حبه في قلبك فلا تملك إلا أن تسلمه صفو ودادك طوعاً وأن تشتاق إلى رؤيته ولقائه، كان رحمه الله تعالى يحب الشباب ويهتم إلى أمورهم ويبذل نصحه لهم، وذلك في رقة وحنان وعطف ورحمة تقربه إليهم. 

 

كان همه الإسلام، وهمه وعي الأمة، ووعي الناس، وكان رحمه الله تعالى يكتب مقالات في شتى أمور العبادة والدين، ويضعها في المسجد ليلتقطها أمثالي ممن أسرف على نفسه واستسلم لهواه، وقد جمعها رحمه الله تعالى في كتاب أسماه نهج الهداية، طبع على نفقة المرحوم الحاج عبدالحميد الصالح، وقدم له الشيخ على حسن غلوم حفظه الله تعالى، ويتناول فيها مواضيع مثل البلاء، وطول الأمل، واتباع الهوى، نسأل الله تعالى يجعل ذلك في ميزان الصالح من أعماله، وللحاج كتب أخرى مثل الاستقراء، أدب الطفل، ثقافة الطفل، حيث أنه حاصل على شهادة الماجستير في التربية وكان مدرسا في كلية التربية الأساسية.

 

وقد عانى الحاج ما عانى في فترات حرجة سابقة كانت قاسية على المؤمنين، اضطر فيها الحاج إلى مغادرة البلاد، واستغل الحاج فترة تواجده في سوريا لدراسة العلوم الشرعية في الحوزة العلمية وقطع فيها شوطاً جيداً لا سيما في علوم الفلسفة، حيث كان يجتمع صباح الجمعة ببعض الشباب المؤمن ليعطي درساً في مقدمات الفلسفة (من كتاب أسس الفلسفة للسيد الطباطبائي صاحب الميزان) في مصلى خاتم الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم وذلك قبل أن تتدهور حالته الصحية. 

 

ومن أولاد سماحته الشيخ علي حسن فالح، نسأل الله تعالى أن يجعله وباقي ذرية الحاج من الولد الصالح الذي يدعوا لوالده.

 

لا تسعنا الكلمات في وسط تدافع المشاعر واختلاجها وازدحام الدموع وتناثرها أن نؤدي ولو القليل من حق هذا العبد الصالح، سوى أن نبتهل للباري عز وجل أن يحسن مثواه وأن يحشره يوم يحشره في رحال آل محمد، وأن يوسع عليه قبره وينور له مرقده ويأنسه في وحشته، وأن يخلفه في أهله كأفضل ما يخلف أمرأ في أهله، وأن يلهمنا وأهله والمؤمنين المفجوعين بفقده الصبر والسلوان والشكر والتسبيح على كل حال.

 

وللآخرة خير لك من الأولى يا بوعلي، ولسوف يعطيك ربك فترضى، فاذكرنا عند ربك وادعوا لنا، وبلغ سلامنا لمن واليتهم بالقول والفعل، محمد وآله الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

 

أمّا حزني عليك يا بوعلي فسرمد وأمّا ليلي بعدك فَمُسَهَّد، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: