فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





سيد جابر بهبهاني - 03/05/2012م - 10:01 ص | عدد القراء: 2634


في تزامن من القدر عجيب وفي غضون أقل من أسبوع واحد ترجل فارسين عن صهوة الحياة، والفاصل بين وفاة الفارسين كانت أربعة أيام فقط، ولكنهما دفنا في يوم واحد وتجاورا في قبريهما وكأنهما كانا على موعد.. وهما اللذان كانت تربطهما ببعض رابطة الأخوة الإيمانية والصداقة الوفية ، ففي حياتهما كان لقائهما يكاد يكون يوميا في جامع النقي منذ افتتاحه.  

فبعد أن فقدنا أخ عزيز وناصر من أنصار الحركة الإسلامية في الكويت وهو المغفور له الحاج عبد العزيز موسى النقي (بوسعود) في التاسع ذي من الحجة عام 1418 هـ ، فقدنا أخاً كبيراً و قائد من قادة الحركة الإسلامية في الكويت في الثالث عشر ذي الحجة من نفس العام إنه المغفور له الحاج محمد خضير حبيب (بو مصعب) .

 

فبو سعود توفاه الله عز وجل وهو في إحرام الحج في المزدلفة ، وبو مصعب توفاه الله تعالى في المستشفى في الكويت بعد أن دخل في حالة غيبوبة لما يقارب الشهر.. كلاهما كان يتصف بصدق الإيمان وتواضع الأخلاق وطيب المعاشرة وحبهما للشباب ، وكلاهما توفيا وهما في سن الثلاث وستون عاما ، فرحمهما الله تعالى رحمة واسعة وجمعهما إن شاء الله في الآخرة مع محمد وآل محمد كما اجتمعا عليهم في الدنيا.

 

بو مصعب أحد المربين الكبار الذي تربى على يده الكثير من رموز العمل الإسلامي والوطني في الكويت والذي شغل بعضهم مواقع قيادية رسمية وشعبية، كان الدينمو المحرك لنشاطات جمعية الثقافة الاجتماعية ، وقد كان عبارة عن مصنع للأفكار الإبداعية في النشاط التربوي والثقافي والاجتماعي.

 

وهو واحد من رجالات البلاد الذين عملوا بكفاح مرير من أجل تعزيز الوحدة الوطنية ، واصل الليل بالنهار من أجل ذلك ، باذلاً فيه كل ما يملك من جهد ووقت على حساب صحته و حياته الأسرية.. وقد أعانه على ذلك ثقافته الإسلامية، وخبرته في المجتمع الكويتي، وشجاعته التي لم تخضع للتحديات ، وأفقه الواسع ، وحنكته الفطنة ، وقد تجلت كل هذه الخصال في أيام الاحتلال الغاشم للكويت كما سيأتي ذكر بعضها لاحقاً.

 

فجمعية الثقافة الاجتماعية تشهد له بأنه كان المحور في تطويرها وتشييد مبناها الجديد الحالي في ميدان حولي ، وفي دعم أنشطتها بتميز من خلال أداء دوره كعضو مجلس إدارة وفي الإدارة الداخلية ، وصنع فيها مظلة للحوار الإسلامي والوطني مع مختلف الأطراف الوطنية ، ولم يقتصر اهتمامه ونشاطه على الجانب الرجالي بل امتدد إلى الجانب النسائي فقد كان من أول المؤسسين للفرع النسائي للجمعية.

 

أما الشباب فلم يغفل عنهم طرفة عين وكان يعتبرهم وقود الحاضر ورجال المستقبل ، لابد من صقل شخصيتهم حتى يكونوا مستعدين إذا جاء دورهم ، ولهذا كان عندما يجدنا جالسين في جمعية الثقافة في معزل عن من يكبرنا سنا يأتي لنا ليجالسنا ويدفعنا إلى العمل وإلى المشاركة في الحوار والنقاش وعدم التهيب منه ، ويقول لنا إذا لم تشاركوا في الحوار والنقاش فإنكم سوف لن تتعلموا ، وإذا لم تتحركوا في الواقع العملي سوف لن تصقل شخصيتكم.. وكان إذا شعر بأن احد الشباب يريد الابتعاد عن المسؤولية والعمل لا يتركه ، ويقول في ذلك إن لنا عليك حقا لأن إعداد شباب لتولي المسؤولية ليس أمرا مكررا ولا هو سهلا فلا بد من الاستمرار في المسيرة.

 

كان يحرص على حضور أنشطة الشباب ويبدي ملاحظاته واقتراحاته من اجل تطوير العمل ، كان تربويا حتى في مزاحه مما يجعل الحوار معه ممتعا غير ممل ، خبرته في الحياة وفي تفاصيل المجتمع الكويتي تمكنه من نقل المفاهيم الإسلامية من الحوار النظري إلى الواقع العملي ، وفي هذا كان لا يفوت فرصة.. لا زلت أتذكر ونحن في الطريق متوجهين إلى النجف الأشرف أيام الاحتلال الغاشم ، بينما كنت أنا أقود السيارة كان هو يقرأ أدعية من الصحيفة السجادية ويقوم بشرحها.

 

بو مصعب تذكره جيدا الساحة السياسية في الكويت ، ذلك الغضنفر الهصور الذي ناضل وسط صراع أعاصير الصدام الاجتماعي بين القديم والحديث ، لأجل تطوير أساليب الدعوة والتبليغ والتربية ، وقد كان له الدور المحور في ترشيح شبابا ممن يحملون الفكر الإسلامي لانتخابات مجلس الأمة لعام 1981م.. ولقد كان ترشيح هؤلاء الشباب نقطة فاصلة في أسلوب الحملات الانتخابية فأدخلت إقامة الندوات وفتح باب الحوار في الحملات الانتخابية بعد أن كانت تعتمد فقط على الاتصالات ، وأضافت بذلك معيار جديد على معايير الانتخاب وهو ثقافة المرشح وقدرته على الإقناع، وقد نجح هؤلاء الشباب (سيد عدنان عبد الصمد، د. عبد المحسن جمال، د0ناصر صرخوه ) في تلك الانتخابات، وأطلق عليهم النواب اللابشتيون ( لأنهم حضروا جلسات افتتاح المجلس دون ارتداء البشت ) .

 

كان يجد التعب راحة من اجل انتزاع ما أسماه " حقوق المواطنة " على رغم مشاغله الكثيرة ، وفي هذا كان لا يمل ولا يكل ، فبعد متابعة مضنية منه دامت لأكثر من خمسة سنوات استطاع أن يحصل على موقع من وزارة الأوقاف لبناء مسجدا عليه في منطقة مشرف ، وبعد أن قام بترخيص البناء من بلدية الكويت وعند شروعه بالتنفيذ وتجهيز الموقع لصب أساسات البناء طلبت منه وزارة الأوقاف بالتوقف عن البناء ، وذلك بسبب اعتراض جيران المسجد .

 

وبعد الشروع في بناء المسجد في منطقة بيان وهو الموقع الجديد للمسجد وإتمام جزء من أعمال التنفيذ في موقعه الجديد ، تم حرق جزء من هذه الأعمال وتوقفت أعمال التنفيذ مرة أخرى.. ولكن كل هذه الأحداث والتحديات لم تنل من عزيمة وهمة الرجل المقدام بو مصعب ، فقد تابع الإشراف على بناء المسجد إلى حين الانتهاء من تنفيذه ، وقد سمي هذا المسجد بمسجد الإمام الحسن عليه السلام .

 

وقصة بو مصعب مع المساجد لم تنتهي إلى هذا الحد ، فقد عينه الحاج حمزة مقامس كأحد الأوصياء على المسجد في حجية الوقف .

 

كما استفدت أنا منه شخصيا عند تقديمي لطلب لوزارة الأوقاف لتخصيص موقع لبناء مسجد في منطقة القرين ، وفي ذلك كان نعم الناصر ونعم المعين ، من خلال خبرته بالإجراءات الإدارية لسير مثل الطلبات ، وكذلك بعلاقاته الطيبة مع العديد من المسؤولين في وزارة الأوقاف منهم الوزير علي الزميع والوكيل خالد الزير.

 

فعندما أردت أن أتقدم بطلب لوزارة الأوقاف لتخصيص موقع لبناء المسجد هو من أملى علي ماذا أكتب بهذا الطلب ، وعندما أخبرته بأني ذهبت بهذا الطلب وقدمته مباشرة إلى وكيل وزارة الأوقاف قال كان عليك أن تقدمه من خلال إدارة التسجيلات في الوزارة حتى يتم توثيق الطلب وهذا ما كان ، وبالفعل لو لم أقم بهذا الخطوة لضاع حقي في الأولوية.. وبعد بمتابعه حثيثة منه تمكنا وبعد ثمان سنوات من تحقيق هذا المطلب ، وتم تخصيص موقع لبناء المسجد في منطقة العدان ، وقد أنجز هذا المسجد وهو مسجد سيد هاشم بهبهاني ، ولكن للأسف توفاه الله تعالى قبل أن يرى ثمار عمله في حياته ونسأل الله سبحانه أن ينعم بها بالآخرة .

 

ولإيمانه بالحوار الوطني الهادئ أنه السبيل لوصول سفينة البلاد إلى بر النجاة ، عمل جاهدا على فتح الحوار ومد جسور التعاون مع الجميع على مستوى الرسمي والشعبي ، فقد شارك في لقاء سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء وكان ذلك في عام 1979 م ، وتم تداول خلال هذا اللقاء بعض القضايا المثارة في وقتها ووضع الحلول لها.. كما أنه شارك في العديد من اللقاءات مع الحركات الوطنية والإسلامية لتوحيد مفهوم العمل المشترك بين مختلف تنوعات المجتمع الكويتي، وأتذكر إني حضرت العديد من هذه اللقاءات في منزل الأستاذ أحمد النفيسي ، ولكنها ورغم أهميتها لم تدم طويلا بسبب الأوضاع الأمنية.

 

وكما قلت في المقدمة كل الخصال التي كان يتصف بها المرحوم بو مصعب من ثقافة إسلامية و شجاعة وحنكة وأفق واسع وخبرة في المجتمع الكويتي تجلت أيام الاحتلال الغاشم ، فقد كنت المرافق اليومي في حركته أثناء الاحتلال .

 

وحتى ندرك هذا التجلي لهذه الخصال علينا أن نضع في الاعتبار قساوة ووحشية النظام الأمني للمحتل والتي كان يمارسها بكل همجية ، فلا حرمة للأعراض والدماء ، ولا كرامة محفوظة للإنسان ، فالقتل على الظن وبدون محاكمة وفورا وبالشارع ، وهتك الأعراض تتم بدم بارد ، هذا أقل ما يمكن قوله ، أما الاعتقال والتعذيب والتنكيل فبدون حساب ولا رقيب.

 

وأحد الشواهد على هذه الحالة وحتى لا يكون الكلام إنشائيا نعرض لكم هذه الحالة التي تعرض لها المرحوم بو مصعب ، عندما فتحنا مخازن مقامس كان يراجعنا موظف كان يعمل في المخازن ويطالبنا بمستحقاته ، وكنا نعتذر له بأننا لا نعرفه وليس لدينا السجلات حتى نتمكن من حساب مستحقاته ، وبعد عدة مرات راجعنا فيها لم يحصل فيها على شيء كسر باب المخازن واستولى على 300 كيس رز وهرب ، وعندما ابلغ بو مصعب رئيس قوة الاحتلال في مخفر الشويخ الصناعية (بو عبد الله) كان الرد أن اعطني اسمه وعنوانه وسوف آتي به وأعدمه أمامك بطلقة واحدة في الرأس (وتنتهون منه)  ، فكان رد بو مصعب لا سوف نتصرف نحن معه .   

 

في هذه الأجواء الأمنية القاسية لم يهدأ بو مصعب ولم يستكن ، فقد اهتم وعمل على تنظيم صفوف الشباب الذين كان يعمل معهم قبل الغزو وحثهم على توجيه طاقاتهم لما يفيد وطنهم ، و كنا نجتمع معه في ديوانية الأخ سامي العلي في المنصورية ، وكان يشجعنا على تقديم الخدمات المدنية للمواطنين ، سواء توزيع المواد الغذائية ، أو تقديم المعونات النقدية للأهالي ، أو العمل في المستشفيات وغيرها من المواقع التي تقدم خدمات للمواطنين .    

 

وقد أشرف على فتح محلات مقامس للمواد الغذائية بعد الاستئذان من خاله الحاج حمزة مقامس الذي كان خارج الكويت ، وقد داهمت قوات الاحتلال في العديد من المرات على المخازن للسيطرة عليها ونهب ما فيها ، إلا أن وبكل حنكة وشجاعة كان بو مصعب يتصدى لهم و يصرفهم عن هذا الأمر.. وفي مرة من هذه المرات حصل حوار بين بو مصعب وبين قيادي كبير في جيش الاحتلال ، في هذا الحوار استفهم بو مصعب من هذا القيادي وبكل شجاعة عن سبب التدمير الذي يقومون به وقال له " إذا كنتم تقولون بأن الكويت بلدكم ، فمن المفروض أن تحافظوا عليها لا أن تجتهدوا في تدميرها " .

 

وفي مرة أخرى أتى إلى المخازن المجرم سبعاوي الأخ الغير الشقيق لصدام ووجه تهمه السرقة لبو مصعب وأن ما يقوم به هو مخالف لقوانين الدولة ، وفي أيامها اعتقل الكثير بسبب هذه التهمة ونال حظه من التعذيب والتنكيل وبعضهم القتل ، ولكن بو مصعب استطاع أن يصرف السبعاوي عن هذا الأمر وخرج السبعاوي من المخازن بعد أن ملأ شاحنة بالمواد الغذائية (والحساب اقبض من دبش) ..إلى أن هاجم الجيش المخازن وأحكم السيطرة عليها ، وعندما ذهب إليهم بو مصعب محاولا صرفهم عن هذا الأمر ، كان رد القائد بأنهم لم يأتوا للسرقة والنهب ، وطلب من بو مصعب تقديم الفواتير وسوف يحسبون فوق قيمة الفواتير نسبة 15% أرباح ويصدرون بكامل القيمة شيكا مسحوبا على بنك الرافدين في بغداد ، وطبعا بو مصعب فهم الرسالة بأن هذه المرة جيش الاحتلال عازم على السيطرة ولا مجال للتراجع ، وتم نهب جميع ما في المخازن ولم يتركوا ورائهم لا شيكا ولا نقدا .

 

كان بو مصعب له الدور الأساسي في التشجيع على الانخراط في المشاورات و اللقاءات التي انطلقت بين العديد من القوى الوطنية في الكويت والشخصيات السياسية ، والهدف من هذه المشاورات هو توحيد الصف الداخلي في مواجهة الاحتلال ، ودعم ومساندة الصامدين من أهل الكويت ، والتفكير في مستقبل الكويت بعد اندحار قوات الاحتلال.. وكان الحاج عبد الوهاب الوزان هو حلقة الوصل بيننا وبين هذه اللقاءات ، وتم ترشيح الحاج عبد الهادي الصالح للمشاركة في هذه اللقاءات بناءا على طلب منهم ، وبعد تحرير الوطن العزيز كان بو مصعب من المؤسسين لتجمع الائتلاف الإسلامي الوطني وهي أحد القوى السبع التي كانت تشارك في اللقاءات .

 

وفي صبيحة يوم الجمعة الموافق 24 / 2 / 1991م كنت على موعد معه للاجتماع مع بعض الأخوة ، وبالفعل ذهبت إليه بالسيارة لأصطحبه لمكان الاجتماع ، فوضع بعض المواد الغذائية في السيارة وقال لي قبل أن نذهب للاجتماع علينا نوصل هذه المواد إلى أسرة محتاجة ، وثم لابد من أن نذهب إلى أسرة أخرى لنعطيها نقدي فهي لا تملك منه شيئا.. وبينما نحن متوجهين إلى الأسرتين كان يشرح لي آخر مستجدات اجتماعات القوى السياسية ، وفي الأثناء وصلنا لنقطة من نقاط سيطرة قوات الاحتلال وتم اعتقالي فيها و تحويلي إلى سجن الأحداث ومن بعده إلى سجن البصرة كأسير.. وبعد الإفراج عني بعد تحرير الكويت حدثني أخي سيد كمال أنه في اليوم الأول من انسحاب قوات الاحتلال أتاه بو مصعب حاملا سكيناً وقال له لا بد أن نذهب لسجن الأحداث لنخلص جابر من الاعتقال، وبالفعل ذهبا إلى السجن ولكنه كان خاليا .

كان يقول لنا في بداية الاحتلال لا تصدقوا الطنطنة الإعلامية والتي تبشر بالتحرير بعد شهر او شهرين فهذا الأمر لن يتحقق قبل ستة أشهر على الأقل ، فمتابعة بو مصعب الدقيقة للأخبار والتحليلات وواقعية تفكيره و حنكته الفطنة توصل إلى هذه النتيجة ، وهذا ما كان فتحرير الكويت تحقق وبحمد الله تعالى بعد ستة أشهر .

 

بو مصعب رحمه الله منذ أن عرفته في عام 1979 م كان يعاني عافاكم الله  تعالى من مرض الصدفية ، وهو مرض جلدي يجعل الجسم في حالة التهاب دائم ويؤدي إلى تقشر الجلد ، وهو مرض مؤلم وخصوصا في أجواء الصيف الحارة ، وكان يعاني أيضا من ارتفاع نسبة الكولسترول في الدم ، ولكنه تحدي هذه الأمراض ولم يخضع لها ولم تمنعه عن أداء دوره الرسالي.

 

وقبل وفاته بشهر أصيب بجلطة في الدماغ ودخل على إثرها بغيبوبة ، ولم يصحو من هذه الغيبوبة حتى توفاه الله جل وعلا.

 

كان وقتها موسم الحج عام 1418 م وكنا في مكة المكرمة ولم نفق من صدمة وفاة المرحوم عبد العزيز النقي حتى وصلنا خبر الصدمة الثانية بوفاة المرحوم بو مصعب ، وقد أتى سماحة الشيخ محمد مهدي الآصفي حفظه الله تعالى إلى حملة التوحيد الكويتية ونعى بو مصعب بكلمة مؤثرة بين فيها مآثره ، فقد كان المرحوم بو مصعب لسماحة الشيخ الآصفي عندما كان إماماً لجامع النقي في الكويت بمثابة الأخ والصديق والمستشار .

 

بومصعب بذل كل جهده وصرف كل وقته وسخر كل تفكيره من أجل نصرة دينه وخدمة وطنه ، ولذلك لم يدخر من حطام هذه الدنيا فضة ولا ذهبا ، وإنما تزود منها بالباقيات الصالحات لينعم بها في آخرته ، فنم قرير العين يا أبا مصعب فالآخرة خير لك وأبقى.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: