سيد رضا الطبطبائي - 30/04/2012م - 7:21 ص | عدد القراء: 4604
في السنوات الاولى لقدوم سماحة العلامة الشيخ على الكوراني حفظه الله تعالى إلى الكويت وامامته للمصلين في هذا المسجد المبارك، لم تكن مراسم تلك الليالي المباركة تقام بالصورة التي نشهدها في أيامنا هذه، ولم نسمع عن قيام المساجد الأخرى بإقامتها والاهتمام بها. وما كنا نقوم به في جامع النقي هو حضور الديوان في ليالي شهر رمضان المبارك والاستماع إلى دروس قصيرة جداً لسماحة الشيخ على الكوراني وبعض الأسئلة من الحضور والاجابة عليها، وبعد ذلك كان الديوان يستمر لاستقبال المهنئين، والزائرين، وفي حوالي الساعة العاشرة إلا الربع كنا نتوجه إلى القبلة للاستماع للدعاء الذي كان يقرأه سماحة الشيخ بنفسه وكان غالباً ما يقرأ أدعية الصحيفة السجادية للإمام زين العابدين عليه السلام، وبعد ذلك كنا نذهب إلى بعض الدواوين، أو إلى بيوتنا، وكان برنامجنا بعد ذلك ينتهي، وكان البعض منا يعود لأداء صلاة الفجر جماعة في الجامع . وفي احدى السنوات وفي شهر رمضان المبارك اقترحت على سماحة الشيخ عمل برنامج خاص داخل المسجد ويشارك فيه من يحب من الأخوة، لقراءة بعض الأدعية الخاصة والأعمال المتعلقة بليالي القدر المباركة، وكان ذلك على ما أذكر قبل يومين أو ثلاثة من تلك الليالي المباركة، فاستحسن سماحته الفكرة، واشترط أن لا تكون الفترة طويلة لكي لا تؤثر على التزاماته الأخرى، وتم الاتفاق مع سماحته بعد ذلك بأن يبدأ برنامج الأعمال من الساعة الحادية عشرة ليلاً إلى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل لثلاث ليالي "التاسع عشرة والحادي والعشرون والثالث والعشرون" ، ولا أتذكر هل تم ابلاغ الأخوات بذلك للمشاركة فيها، ولكن في السنوات التالية كانت مشاركتهن بكثافة ملموسة كالأخوة المؤمنين. كان سماحة الشيخ الكوراني هو الذى يقوم بقراءة الأدعية وكنا نختم البرنامج بدعاء رفع المصاحف، وكنا بعد ذلك نفتح المصحف، ونتبرك بأول آية قرآنية في أول الصفحة، ونريها سماحته، وكان يقوم بشرحها لنا، ونتفاءل ونتبارك بها وبمعناها. كان عدد الحضور في بادئ الأمر لا يتجاوز السبعين شخصاً (وأقصد الليلة الأولى) ولكن عندما علم الكثير من المؤمنين بذلك أخذوا يتوافدون للمشاركة في الأعمال الخاصة بتلك الليالي المباركة وبكثافة، وخاصة بعد الانتهاء من مجالس العزاء المقامة بالحسينيات في تلك الليالي. وبمرور الوقت والأعوام، كان الجامع يمتلئ بالأخوة المؤمنين والأخوات المؤمنات بحيث كان البعض لا يجد مكاناً يستقر فيه أو كان يلقى صعوبة في ذلك، وبدأ بعد ذلك كثير من المساجد وبعض الحسينيات بإعداد برامج شبيهة لأعمال ليالي القدر المباركة، وبحق أصبح الآن معلماً من معالم شهر رمضان المبارك حيث يشارك فيها آلاف المؤمنين رجالاً ونساءً، ونستطيع أن نقول بحق أن جامع النقي كان السباق لذلك، واستطاع أن يسن سنة حسنة طيبة مباركة تؤتى ثمارها عاماً بعد عام، وفتح مجالاً آخر من مجالات العبادة والانفتاح على الله سبحانه وتعالى، بحيث يشعر المؤمنون ببركاتها وعطاءها في تلك الليالي المباركة. التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0» لاتوجد تعليقات!
|