فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





فؤاد عاشور - 29/04/2012م - 10:58 م | عدد القراء: 4810


يا حسين.. يا أبا عبدالكريم .. أمثالك لا يموتون، بل أحياء عند ربهم يرزقون، من مات على حب محمد وآل محمد مات شهيداً.. ذاك الشهيد يرفع سيفاً.. وأنت ترفع صوتاً شجياً تقياً شجاعاً أبياً.. عشته عمراً تقياً.. كفه كانت ندياً.. خُلقٌ كان سنياً.. عشرة كانت وفياً.. يقرأ الصوت شجياً.. وخشوعا وانينا علوياً.. يحب الرسول والوصيا.. يحب الزهراء وعليا .. يحب الحسنين والوليا.. يحب آل البيت حبا أحمدياً.. 

 

إستمع إلى نبرة صوته الإيماني كيف فيه ابتسامة المتقين!! شاهد محياه كيف ينضح نور الولاية !! إنه حسين.. اي نعم.. حسين بولند أبو عبدالكريم .. من عرفه وصحبه وسافر معه وسمع صوته وتفاعل معه، وجد خلقاً سامياً.. وقرآنا ودعائا..  وأذانا ونعيا.. ملء قلوب المؤمنين إيمانا وذكراً يبقى أجره وصورته لا تمحي من ذاكرة الأوفياء للحاج المرحوم حسين بولند طيب الله تعالى ثراه وجعل قبره روضة من رياض الجنة..

 

 يموت ابن آدم ويبقى منه علمه وعمله وذكره وحسناته وولده الصالح ، لقد تجمعت في هذا الرجل أيها الإخوة الأعزة ..

 

منطقة الدسمة بالخصوص مدينة للمرحوم بأن صوت أذانه يومياً عند الفرائض يوقظهم ويدعوهم للصلاة والفلاح .. أجواء منطقة الدسمة ستشهد للمرحوم أنه من المؤذنين الذين سيأتون متميزين (الأطول أعناقا) يوم القيامة.. ستشهد له المجالس التي كان يحيي فيها قراءة القرآن الكريم ومدائح النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم وأهل البيت عليهم السلام، ويردد فيها النعي والرداديات من خلال الشعر والنثر والأدعية المعتبرة التي تزيد مستمعها ايماناً وخشوعاً.

أذكر موقفين جميلين مليئين بالإيمان للعزيز الراحل أبو عبدالكريم ..

 

الموقف الأول :

استشهد السيد الشهيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه في 9/4/1980م.. وقبل الاستشهاد تقريبا بشهرين وهو قيد الاقامة الجبرية وصلنا النجف الاشرف  ليلاً ونمنا على سطح الفندق  وصلينا الفجر في الصحن الشريف للإمام علي أمير المؤمنين عليه السلام وعند شروق الشمس توجهنا إلى بيت السيد الشهيد وطرقت الباب في مهمة لاستطلاع وضع السيد الشهيد آن ذاك ..  وكان المرحوم الحاج حسين بولند أكبرنا سناً وكان معنا عماد أشكناني ومحمد علي كاظم وتم اقتيادنا بوانيت أمن النجف واخذنا إلى مركز المخابرات في النجف الأشرف وجرت التحقيقات وكان شجاعاً قوياً والوضع في أوج الاختناق في عهد البعث الاجرامي،  واطلق سراحنا بعد صلاة الظهر وتفتيش السيارة والتحقيق الانفرادي.. ومع أن محطتنا الأولى كانت النجف الأشرف وقد تعرضنا لهذا الحادث إلا أننا توجهنا إلى كربلاء المقدسة لزيارة الإمام الحسين عليه السلام وبكل شجاعة وتوكل على الله تعالى ومحبة لأهل البيت عليهم السلام .. فكان مثال الثبات والإباء والشجاعة، وأينما تجد محطة حب وذكر وبيت لأهل البيت والعترة الطاهرة يشد الرحال ويخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله..

 

والموقف الثاني الذي لا أنساه كنا في العمرة سنة 1983م وصلنا المدينة المنورة وبعد الاستراحة اجتمعنا وطلبنا من المرحوم قراءة نعي وكان ضمن الحملة الحاج غلوم غضنفري عليه الرحمة والأخ بوعمار حسين بارون وعيسى خليل ومحمد جواد كاظم  وعبدالله غضنفري وبدا الحاج بصوته الحزين الرخيم ونحن في جوار الرسول صلى الله عليه وآله وسلم نقدم العزاء من وفد زائر محب لأوليائه وأحباءه، والشريط الصوتي متوفر وموجود على الانترنت.

 

المرحوم الحاج حسين بولند أبو عبدالكريم.. المنبر والمسجد نعاه.. ومن عاشه وعرفه بكاه.. كنا بالأمس معاه.. واليوم افتقدناه.. افتقدنا أذانه ودعاءه وصداه.. اللهم طيب ثراه وأكرم مثواه واجعل الجنة مأواه.

 

الفاتحة على روحه الطيب المحب للثقلين القرآن الكريم ومحمد المصطفى وآله الطاهرين.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: