فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





عبدالهادي عبدالحميد الصالح - 11/04/2012م - 12:10 م | عدد القراء: 2210




أثناء طي مراحل شعائر الله تعالى في الحج المبارك في الديار المقدسة بمكة المكرمة للعام المنصرم 1418هـ ، نما إلينا خبر وفاة أخونا في الله تعالى الحاج عبدالعزيز موسى النقي (أبو سعود) وهو لا يزال في لباس الإحرام أثناء الطريق من المشعر الحرام بالمزدلفة إلى منى .

 

ففقدت الساحة الإسلامية في الكويت أحد أبناءها البررة الخيرين ، فترك فراغاً كبيراً في القلوب ، ونعته ميادين الأعمال الصالحة والجليلة التي كان يرعاها سراً وعلانية .

 

ولم يمهلنا القدر كثيراً حتى تبع ذلك الحزن المؤلم بحزن آخر مؤلم بوفاة أخ آخر في الله تعالى وهو الحاج محمد خضير حبيب (أبومصعب) ، فازدادت القلوب أسى ولوعة وحسرة لهذه الثلمة التي ألمت بهذه الساحة ، والمصيبة التي ألحقت بإخوانهما المؤمنين ، وأحباءهما الملتاعين، فإنه لا راد ولا اعتراض على قضاء الله تعالى وقدره ، فإنهما مغبوطان بصالح أعمالهما ، ونقاء فكرهما وعقيدتهما . فهنيئا لهما إن شاء الله لقاء الله تعالى ، فإنه نعم المولى ونعم الرفقة مع الصديقين والنبيين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ، وإنما حزننا لما تركاه من مكان كبير سوف يكون شاغرا لمدة طويلة حتى يسخر الله سبحانه وتعالى من يسد الخلة ويطفئ ما خلفه فراقهما في سويداء القلب من نار الفراق والشوق . ووفاء لهذين الرجلين المؤمنين اللذين يعدان نموذجا حيا للمؤمنين المخلصين ، لنذكر أنفسنا وإن طال الزمان وتباعدت الظروف التاريخية وتبدلت وتنوعت الأجواء الفكرية وأشكال صيغها الإنسانية ، فإن هناك من لديه القدرة أن يتبنى الإسلام فكراً ومشاعراً وسلوكاً ويكون بجهوده وجهاده نعم النصير وخير المعين لدين الله تعالى .

 

أبا سعود.. أبا مصعب

ناما قريري العين ، فهنيئا لكما راحتكما بعد تعبكما ، فإن بذرة الخير التي تركتموها ستنمو بإذن الله تعالى إلى شجرة مورقة يستظل تحتها كل المحبين للخير ، ستثمر ثمارا يائعة طيبة المذاق .

 

لقد كان الحاج محمد خضير ( أبو مصعب ) محبا لصلاته ومقيما في مجتمعه ، بذل جهودا جبارة على مدى سنوات طوال في سبيل أن يبني مسجدا هنا وهناك في وقت عز القرار الرسمي للموافقة على هذا الحق الديني والإنساني ، فلم يدخر جهدا في هذا المسعى الخير تارة بالخطاب الرسمي وتارة بالمحاورات المغلقة مع كبار مسؤولي الدولة ، وبفضل الله تعالى فقد أثمرت جهوده بالتعاون مع إخوانه الخيرين على إقامة مسجد الإمام الحسن عليه السلام في منطقة بيان ، ومسجد الحاج حمزة مقامس في منطقة الرميثية، ومسجد سيد هاشم بهبهاني في منطقة العدان بالإضافة إلى جهوده لمساجد أخرى.

 

وشخصية المرحوم أبو مصعب يستحق أن يسجل في سجل الخالدين الذين أعطوا وكدحوا من أجل دينهم وأمتهم ووطنهم ولخير الناس.

 

ورحم الله من قرأ سورة الفاتحة على روح أبا مصعب وأبا سعود وسائر موتى المؤمنين والمؤمنات تسبقها الصلوات.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: