فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





سيد رضا الطبطبائي - 08/03/2012م - 8:09 م | عدد القراء: 2394


إعلان يتصدر لوحة الإعلانات في جمعية الثقافة الاجتماعية بمقرها الكائن في منطقة ميدان حولي بدولة الكويت، يدعو الإخوة المؤمنين لمؤتمر ستعقده الجماعة الإسلامية في الولايات المتحدة الأمريكية، جمع من العاملين في سبيل الله تعالى، أخذوا العزم على إنشاء هذه الجماعة لتكون بمثابة خيمة يستظل بها الملتزمون من الشباب المؤمن ومن المتواجدين على الأرض الأمريكية، وليتواصلوا فيما بينهم ويتبادلون ما يصلهم من فكر وثقافة إسلامية وأخبار وأحداث تهم العالم الإسلامي والمسلمين عامة وخاصة الجماعات التي يرتبطون معها حيث أصبحت الجماعة الإسلامية مركزا لتلقي ومتابعة أخبارها وما تقوم بها من نشاطات وفعاليات علاوة على الاستفادة منها في إبراز صورة الجماعة الإسلامية في الولايات المتحدة والدول الأخرى.

المـؤتمـر سينعقـد خلال الفترة من 25/12/1978م ـ 31/12/1978م، بمدينة آردمور القريبة من مدينة اوكلاهوما سيتي في ولاية أوكلاهوما حيث الطقس البارد والصقيع والثلوج في فندق تم استئجاره لهذا الغرض، اتصالات متتالية من الأخوة في أمريكا وإصرار على حضور وتواجد ومشاركـة شبـابنـا في الجمعية وخاصة من الأخ سيد عبد السميع البهبهاني الذي كان من المنظمين الرئيسيين لهذا المؤتمر، وكان أعضاء في مجلس إدارة جمعية الثقافة أيضا يدعون للمشاركة في مؤتمر الجماعة وأهمية الحضور وخاصة أن مجموعة لا بأس بها من شبابنا الذين أمضوا فترة طويلة في جامع النقي والجمعية هم الآن هناك وسيتواجدون فيه، فرصة قد لا تتكرر للتعرف على أمريكا من قريب ومن خلال واقعها ومناسبة للالتقاء بالأخوة الأعزاء الذين رحلوا عنا إليها للدراسة في جامعاتها وأيضا مدى ما يمكن الاستفادة والعمل في المجتمع الأمريكي الذي تسوده الحرية والديمقراطية والانفتاح لتوسيع حركة الوعي الإسلامي والالتزام وربط الأخوة الذين ينتشرون في المناطق المختلفة من الولايات المتحدة والتعرف أيضا على الجماعات والجمعيات التي تعمل في نشر الوعي والفكر الإسلامي وتوحيد الجهود وتبادل الخبرات فيما بينها.

تبادلنا الحديث حول المشاركة والسفر إلى الولايات المتحدة وحضور المؤتمر وبدأنا نتشاور مع عدد من الأخوة حول مدى إمكانية ذلك حتى قرر أربعة منهم خوض التجربة تشجيعا للجماعة الذين يشكرون على ما قاموا به من جهود لإنجاحه ودفعا للآخـريـن للمشاركة في المؤتمرات المستقبلية، العم الحاج عبد الرحمن الصغير (بويوسف) ، وأحمد لاري ، وعمار كاظم ، وسيد رضا الطبطبائي، قرروا المشاركة واتخذوا الإجراءات الخاصة بها، وبدأوا بتجهيز حقائبهم استعدادا للسفر، وتم الحصول على الفيزا اللازمة وحجز التذاكر ( كويت / لندن ) وتحديد موعد السفر، والتنسيق مع بعض الأخوة المتواجدين في المملكة المتحدة لحجز التذاكر الخاصة بالرحلة من لندن إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبالعكس، أعزاء ثلاثة عقدوا العزم للانضمام إلى المجموعة هم حسن محمد علي، سيد جابر البهبهاني، وعادل الصغير الذي قام بتحديد مواعيد السفر خاصة وإن الكساد كان يخيم على سوق السياحة في هذا الفترة نظرا لرداءة الطقس هناك واستطعنا الحصول على تذاكر بثمن بخس ورخيص، ثم تم إعداد كل ما يرتبط بهذه الرحلـة مــن مواعيــد السفر، والمشاركين وعددهم.

ومساء ذات يوم تفاجئنا عند دخولنا جمعية الثقافة الاجتماعية بقرار مجلس الإدارة على لوحة الإعلانات بإيفاد أربعة من أعضاءها للمشاركة في المؤتمر وتمثيل الجمعية فيها، من هم هؤلاء؟ وكيف سيتم إيفادهم؟ وهل الجمعية ستصرف لهم التذاكر ومصاريف الرحلة؟ لكن الجواب كان في أسفل القرار، حيث أدرج أسماءنا الأربعة كممثلين للجمعية في هذا المؤتمر، استفسرنا من أمين السر والرئيس وعدد من الأعضاء، هل ستتحمل الجمعية تكاليف الرحلة؟ كان الجواب بالنفي، إذا ماذا تقصدون بالإيفاد والتمثيل؟ كان الرد بأن ذلك سوف يدرج ضمن نشاطات الجمعية في المحضر والتقرير الإداري للجمعية وسيكون له أثرا إيجابيا يسجل لصالحها، أما تحمل التكاليف أو حتى جزء منها فهو من المحال، كان ردناّ نشكركم على قرار الإيفاد والتمثيل الذي تحملنا تكاليفه كاملا بدون مساهمة منكم.

تم الاستعداد للسفر وغادرنا منازلنا قاصدين مطار الكويت، ومعنا حقائبنا وحقيبة أخرى مملوءة بالكتيبات والنشرات والإصدارات لا يقل وزنها عن مائة كيلو نطلق عليها من الآن فصاعدا "الحقيبة الفيل"، وودعنا الأخوة الذين تواجدوا في المطار لتوديعنا، اجتزنا حواجز الأمن الخاصة بالجوازات بعد أن تم ختمها بالمغادرة، ركبنا الطائرة والتي شقت الأجواء باتجاه المملكة المتحدة وحطت بعد ذلك بمطار هيثرو في لندن انتهينا من حاجز الجوازات وذهبنا لمنطقة العفش لكي نجلب حقائبنا بما فيها "الحقيبة الفيل"، والتي أخذت موقعها على السير المتحرك (الناقل) للحقائب ونحن ننتظر هكذا لفت نظرنا أحد المسافرين الذي كان يتابع هذه الحقيبة معتقداً أنها حقيبته الخاصة, همس في أذني الأخ عمار كاظم فقال: ذلك الرجل يتابع "الحقيبة الفيل"، في نفس الوقت الذي عزمنا أنا والأخ عمار لتناولها معا نظرا لكبرها وثقلها، وفعلا مد الرجل المسكين يده لكي يتناولها وإذا بها تجره فتركها على الفور، وأخيرا أخذنا حقائبنا جميعها، ووضعنا "الحقيبة الفيل" في الأمانات في نفس المطار لجلبها عند مغادرتنا لندن إلى الولايات المتحدة وهي طريقة سهلة وبسيطة للتخلص من الحقائب الكبيرة أو التي لا يحتاج لها المسافرون عندما يقضون وقتا قصيراً للراحة أو لتغيير الطائرة، ذهبنا إلى الفندق المتواجد في المطار والذي تم حجز غرفة به من الأخوة في لندن ومنهم الأخ عادل الصغير الذي كان في استقبالنا في المطار وأخذنا للفندق لأخذ قسطٍ من الراحة، وتبرع الأخوة أحمد لاري وعمار كاظم وعادل الصغير بجلب العشاء لنا من أحد المطاعم في لندن، وهكذا كان، بعد العشاء استلقينا على السرير وسبحنا في عالم النوم بعد رحلة طويلة التي كانت من الرحلات شبه الشاقة في تلك الأيام، وكان الوقت متأخرا.

أصبح الصباح وحان وقت الذهاب إلى المطار بعد أن أذهبنا بصعوبة النوم من عيوننا والتعب من أجسادنا مؤقتاً دخلنا الطائرة بعد أن قمنا بعمل الترتيبات اللازمة والإجراءات الواجبة وجلب "الحقيبة الفيل"، رحب بنا قائد الطائرة باسم طاقمها وباسمه وتمنى لنا رحلة سعيدة بعد أن شكرنا لاختيارنا لهذه الطائرة والشركة، ورؤيتنا ثانية على رحلاتها، بعد الجلوس في مقاعدنا وإتباع تعليمات الطاقم من ربط الأحزمة وتعديل وضع المقاعد والامتناع عن التدخين ، انتظرنا الإقلاع دون جدوى وبعد حوالي نصف ساعة تكلم قائد الطائرة مرة أخرى واعتذر عن التأخير، وقال أنه ينتظــر تعليمات البرج للإقلاع، علماً بأنه كانت التذاكر محجوزة لنا في وقت لا يعتبر من مواسم السياحة، فكانت رخيصة جداً كما ذكرنا ولكن من سلبياتها أنــه لا يجـوز تغييرها ولا تغيير مسار الرحلة ويجب التقيد بها كما جاء فيها وتعتبر لاغية حتى لو كان السبب سوء الأحوال الجوية، أو بسبب إجراءات سلطات المطارات.

تكرر الاعتذار من قائد الطائرة وقال أن سوء الأحوال الجوية خاصة الضباب الكثيف الذي يغطي المنطقة كلها يحول دون الإقلاع في الوقت المحدد لجميع الطائرات، وقال إن سبب التأخير أن هناك (24) طائرة تنتظر الإقلاع قبلنا، وفي حال خروجنا من الدور سنتأخر أكثر من بقائنا فيه.

كان ذلك ردا على الاستياء الذي أبداه البعض والاعتراضات التي صدرت من آخرين ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، فالظرف طارئ، والأمر قاهر، ولا يملك المرء إلا أن ينصاع للتعليمات ويبقى في الدور..

وأخيرا وبعد أكثر من أربع ساعات من الانتظار داخل الطائرة جلوسا ووقوفا، ذهابا وإيابا وما صاحبه من ملل، أمر قائد الطائرة جميع الركاب في الجلوس بمقاعدهم استعدادا للإقلاع والتوجه إلى مدينة نيويورك في الولايات المتحدة.. ساعات طويلة قضيناها بين لندن ونيويورك ليست أقل من عشرة شعرنا خلالها بالتعب والكلل والضيق.

وأخيرا حطت الطائرة في مطار نيويورك وبعد الإجراءات العادية تم نقلنا لطائرة أخرى متجهة نحو مدينة ديترويت في ولاية ميشيجان أيضا كانت الرحلة طويلة وشاقة بعد تراكمات السفر من الكويت إلى مطار لندن ومنها إلى نيويورك، نزلنا من الطائرة وكـان في استقبالنا بعض الأخوة منهم الأخ سيد عبد السميع البهبهاني ، وعبد الكريم سليم، وعبد الحكيم الصغير (جميعهم يحملـون شهادة الدكتـوراه الآن في تخصصات متعــددة) صاحبنا الأخوة الأعزاء بسياراتهم إلى مدينتهم في ولاية (أوهايو) والتي تبعد عن المطار أكثر من ساعة بقليل، دخلنا الفيلا التي كانت مؤجرة من قبل الأخوة عبد الحكيم الصغير وسيد عبد السميع، منهكين متعبين، نريد تعويض ما فاتنا من النوم، وما أصابنا من تعب، كان الوقت متأخرا جدا وكان ذلك بعد منتصف الليل ولم ننعم بنوم هادئ ومريح أقل من ساعتين حتى حان موعد صلاة الفجر، بعـد ذلك قـال السيد عبد السميع أن "الفان" ينتظرنا لكي نتوجه إلى ولاية (أوكلاهوما) حيث يعقد المؤتمر هناك، بصراحة تفاجئنا من هذا الخبر الذي صدمت به وخاصة عندما علمت أن المسافة التي يجب أن نجتازها للوصول إلى المقصد حوالي 1800 كيلو متر، وكنت أعتقد سابقا أن المؤتمر سوف يكون في نفس المدينة التي يتواجد فيها الأخوة والتي نتواجد فيها الآن، وفعلا دخلنا السيارة نصطحب معنا الملل والتعب والإنهاك وكان عددنا حوالي عشرون شخصا وكانت السيارة لا تسع لأكثر من ستة أشخاص بالمعيار الأمريكي، استقل الأخ سيد عبد السميع البهبهاني سيارة "فان" أخرى مصطحبا معه الأخ سيد جابر البهبهاني وزوجته والذي كان يحضر دورة دراسية في بريطانيا وكانوا قد وصلوا إلى الولايات المتحدة قبلنا بوقت قصير وكان ينتظرهم عدد آخر من الأخوة والأخوات لا يقل عددهم عن 20 فردا ليستقلوا "الفان" إلى مقر المؤتمر ولنسير معا في قافلة واحدة سيارتا "فان" فيهما أكثر من أربعون شخصا.

بدأنا الرحلة، رحلة طويلة وشاقة.. البرد قارس والجو كئيب كان هناك مطبخ صغير تولى أمره الأخ خالد الشمالي وبدأ يعد لنا بعض الوجبات الخفيفة كالفلافل والسندويشات وكنا نقتل الوقت مـــن خلال تناولها, وتبادل بعض الأحاديث والنكت، وأخبار جمعية الثقافة الاجتماعية ونشاطاتها، ولكن الهدف مازال بعيدا جدا، كنا نقف من وقت لآخر في محطات البنزين للصلاة وتناول بعض الأغذية ولملأ خزان السيارات بالوقود، وعندما كنا نغادرها واحداً بعد آخر كان العدد يجلب انتباه الأمريكان المتواجدين في المحطة فكانوا يحصون العدد بكل استغراب وتعجب وكنت تقرأ ذلك في وجوههم كيف يمكن لكل هؤلاء أن يستقلوا سيارة بهذا الحجم؟ أين ينامون؟ وكيف يجلسون ؟ .... إلى آخر ذلك من التساؤلات.

وأخيرا بعد اجتياز آلاف الكيلومترات من الكويت في رحلة ملؤها التعب والملل وعدم النوم والراحة والمفاجآت والتوتر والضيق وصلنا إلى مقر المؤتمر سالمين غانمين بحمده سبحانه وتعالى، كان المبنى فندقا استأجره الأخوة الأعزاء هناك، تم توزيعنا على الغرف المخصصة لنا وأتذكر أنني والعم عبد الرحمن الصغير وعادل الصغير كنا في غرفة واحدة، بعد وصولنا بقليل واستقرارنا في الفندق أخذ الأخوة يتوافدون من كل صوب وحدب للمشاركة في المؤتمر ولم نكد ننتهي من استقبال البعض حتى يدخل الآخرون كان كل ذلك في بهو الفندق وقد أشار علينا العم عبد الرحمن الصغير بالبقاء في البهو وعدم مغادرته واستقبال الأخوة هناك، لكي لا يزورنا أحد في غرفتنا لأن ذلك سوف يفسد علينا نومنا وراحتنا بعد هذه الرحلة الطويلة وخاصة هناك من الأخوة من يريد أن يسمع أخبار الكويت والجمعية والجماعة والجامع، قلنا رأي سديد وبالفعل بقينا في البهو لكي نجنب الأخوة دخول الغرفة.

بقينا على هذا الحال في استقبال الأخوة وتبادل الأحاديث معهم ، ثم مغادرتهم البهو والذهاب إلى غرفهم، وفجأة طل علينا الأخ الكريم عبد المحسن جمال وأتذكر الأخوة سيد عبد الجليل الطبطبائي وعبد الجليل الحمر فاستقبلناهم ورحبنا بهم وتبادلنا القبلات، عندها قال العم عبد الرحمن الصغير (أبويوسف) عافاه الله تعالى وشفاه.. تفضلوا لأخذ قسط من الراحة والحديث وشرب الشاي، فأجابه الأخ عبد المحسن جمال نحن لا نريد الجلوس هنا، بل نريد الذهاب إلى غرفتكم لسماع أخباركم وأخبار الجماعة في الكويت، وغمز العم أبو يوسف بأنه لا يريد أن نتواجد في الغرفة الآن، وبهذا فشلت الخطة واصطحبنا الأخوة إليها، وسهرنا طوال الليل ولم نستطيع النوم في تلك الليلة بعد كل هذه الرحلة الطويلة الشاقة المملة.

في الصباح حضرنا حفل افتتاح فعاليات ونشاطات المؤتمر وكان عدد كبير من الأخوة الذين يتابعون تعليمهم في الولايات المتحدة في ولاياتها المختلفة متواجدين معنا وتم الترحيب بنا (مجموعة الكويت) وكان أيضا من بين الحاضرين المرحوم الحاج أحمد بولند، أمضينا أوقاتاً سعيدة مع الأخوة وتعرفنا على نشاطاتهم في الولايات المختلفة، والتقينا بمن فارقناهم منذ فترة طويلة، كانت الألفة والمحبة تربط الجميع وتلقي بظلالها على المشاركين في المؤتمر وتم توزيع بعض الكتيبات والنشرات التي جلبناها معنا من الكويت وتم عرض مجموعة من الكتب للبيع واستمعنا إلى محاضرات وندوات المؤتمر حيث كان ضيف المؤتمر سماحة السيد محمد حسين الجلالي، وتم إعداد بعض الفرق الرياضية أيضا.

جمع كبير من الأعزاء والأحبة يلتقون معا لعدة أيام ويمارسون نشاطات مختلفة ويعبرون عن مشاعرهم الطيبة تجاه بعضهم البعض، ويتفرقون بعد ذلك بذكرياتهم الجميلة والأوقات السعيدة والأيام الحلوة التي قضوها معاً، ومن المواقف اللطيفة التي يمكن ذكرها بأن الأخ سيد عبد السميع ترك المؤتمر بعد انعقاده بفترة لكي يجلب أخاه سيد كمال من مطار قريب، فذهب إلى هناك قبل موعد وصول الطائرة ولكنه تفاجئ بأن سيد كمال ينتظره وعندما سأله عن سبب تواجده في هذا الوقت وقبل الموعد المقرر لوصول الطائرة، أجابه بأن خللا فنيا طرأ على الطائرة فوصلت قبل موعدها إلى المطار أما العم أبو يوسف فكان يكرر مقولته المشهورة بأننا لم نلتقي حتى الآن بعشر أمريكان ، ومرت عشرة أيام على إقامتنا في الولايات المتحدة ولم نرى فيها إلا المباني الكبيرة والشوارع والطرق السريعة.. ويضيف العم أبو يوسف "خافوا ربكم ورونا محل نشوف أوادمهم ونتكلم معهم".

 

يتبع في الحلقة الثانية..



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: