فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





خالد سعود الشامري - 27/11/2019م - 9:02 ص | عدد القراء: 1195


في هذه المعمورة يوجد الكثير من الشخصيات المميزة والبارزة التي تركت بصمات استثنائية بكل المقاييس في قلوب الناس حتى أصبحوا أبطالا حقيقيين بأخلاقهم وعلمهم النافع وأعمالهم الصالحة وليس بأموالهم ومناصبهم وما يمتلكونه من جاه، وهي أمور ونفوذ دنيوية بحته وزائلة بزوال الفرد عن دار العبور.

د. صالح الدلال شخصية أقل ما توصف بالنادرة، جذبت قلوب من لم يعرفه عن قرب قبل قلوب أهله وأصدقائه ومحبيه، فضجت وسائل التواصل الاجتماعي بالخبر الصادم لرحيله في المملكة المتحدة مغتربا عن وطنه وأهله لدراسة وممارسة مهنة "الطب" لسنوات طويلة وسط عبارات الحزن والأسى والممزوجة بآهات الفراق والحسرة والتضرع للباري عزوجل، أن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح جناته.

فتساءلت مستفهماً ماذا قدم الفقيد حتى يحظى بما حظي من تفاعل غير مسبوق وخاصة أنني لم أنل شرف لقائه والتعرف عليه؟

فسارعت للبحث عنه في وسائل التواصل الاجتماعي وسألت بعض الأصدقاء في المملكة المتحدة والذين تربطهم علاقة وطيدة جداً به وإذ أجد نفسي أمام بحر غزير من الأخلاق الحسنة والمواقف الإنسانية، وهذا يعكس شخصية الرجل وخلقه الرفيع وطيب منبته وصفاء معدنه، فلم يتوان الفقيد ولو بلحظة في مساعدة الطلبة المغتربين والمستجدين في المملكة المتحدة فكان لهم الأخ والمعين والصديق والمرشد فلم يبخل عليهم بنصائحه وتوجيهاته التي لا تقدر بثمن حتى نال هذه المكانة الرفيعه في قلوب محبيه، فقد بادر الكثير من الطلبة بالافصاح بعد وفاته عن المواقف التي ربطتهم بالفقيد وشدتني الكثير من القصص المذكورة وإليك عزيزي القاري واحدة منها.

قال أحد الطلبة المغتربين: عند قدومي للمملكة المتحدة لأول مرة للدراسة، أصر علي وبشدة على استضافتي وأصر أيضاً على ألا أنام إلا بغرفته وعلى سريره والفقيد ينام مستلقياً على الأرض ومنذ أن أصبح الصباح وجدته قد جهز الإفطار ولم يلبث حتى أخذ بيدي وقدم لي كل أنواع المساعدة ولا يمكن أن أنسى له هذا الفضل ما دمت حيا "وهذا غيض من فيض من مواقفه المشرفة".

ومثال آخر يضربه الفقيد والذي يدل على نواياه الصادقة والطيبة، حيث ذكر أحد الاخوة في أحد الأعوام تم العرض عليه أن يعمل مع أحد القوائم الطلابية وذلك لجهوده الواضحة في خدمة الطلبة ولكنه رفض بشكل قاطع حيث ذكر الفقيد بأنه لا يريد أن يتعلق عمله في يوم من الأيام مع أي مصلحة انتخابية أو مكسب شخصي وكل ما يعمله ابتغاء لمرضاة الله عز وجل.

رحمك الله يا "الدلال" فقد ضربت أروع الأمثلة في الإنسانية بوجهها الحقيقي والنير والخالص لوجه الله عز وجل وبعيداً عن أي نوع من أنواع التكسبات والمصالح الفردية دون أي مَن أو تفضل على الآخرين، مهتدياً بتعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ووصايا رسوله الكريم، ومنها ما جاء عنه – صلى الله عليه وآله وسلم - : "من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد الله دهره".

رحمك الله يا فقيدنا الغالي وأسكنك فسيح جناته.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: