فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





عبدالمحسن عمار كاظم - 25/11/2019م - 11:20 ص | عدد القراء: 1165


أولى الإسلام الاهتمام الكبير بقضاء حوائج الناس وأعطى الساعي لها مكانة عظيمة لا ينالها أي شخص، وذلك لا يقوم إلا بالعطاء بإخلاص وبنية صادقة وخالصة، لا للاستعراض والمن والأذى.

وحاجة الناس للفرد أيا كان تعتبر نعمة عظيمة على الإنسان أن يستثمرها، كما جاء في الرواية عن الإمام الحسين عليه السلام: "اعْلَمُوا أَنَّ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْكُمْ مِنْ نِعَمِ اللَّهِ عَلَيْكُمْ فَلَا تَمَلُّوا النِّعَمَ فَتَتَحَوَّلَ إِلَى غَيْرِكُم" . 

وذكرت الروايات ما لخدمة الناس من ثواب عظيم يناله الفرد، ومنها ما جاء عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد اللَّه دهره" ويروى عن الإمام محمد الباقر عليه السلام: " مَنْ سَعَى فِي حَاجَةِ أَخِيهِ الْمُسْلِمِ طَلَبَ وَجْهِ الله كَتَبَ الله عَزَّ وَجَلَّ لَهُ أَلْفَ أَلْفِ حَسَنَةٍ..". 

بالإضافة إلى هذه المكانة ما ذكر للمكانة الرفيعة للساعين في قضاء حوائج الناس يوم القيامة والرعاية الإلهية الخاصة لهم، لا للساعي في حوائج المؤمنين أو المسلمين بشكل حصري، بل لقاضي حوائج الناس مطلقاً لا ناظراً لمتعقداتهم وأديانهم، بل انطلاقاً من الإنسانية وكونهم نظراءه في الخلق، حيث نرى في الرواية عن الإمام موسى الكاظم عليه السلام: "إن للَّه عباداً في الأرض يسعون في حوائج الناس هم الآمنون يوم القيامة".

ولعل هذا العمل يتصادم في بعض الأحيان مع الأهواء والمطامع الفردية أو غيرها ما لم يحصن الفرد نفسه وما لم يخلص نيته لوجه الله سبحانه وتعالى، فترى الصدقة ترد إن صاحبها من وأذى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالأَذَى)  فكذلك أي عمل يقوم به الفرد تنطبق عليه قاعدة وجوب إخلاص النية، ولكن كثير ما نجد من هيئات أو جمعيات أو غيرها ممن يستغل حاجة الناس فيمد يد العون وهو يرتدي قناع المعين وحقيقتهم حقيقة المستغل الانتهازي الذي لا يراعي إلا مصالحه الشخصية.

فجعنا بخبر فقد الأخ العزيز المؤمن المخلص الدكتور صالح ناصر الدلال، والذي كان بحق معين المغتربين في المملكة المتحدة، على ما لا يقل عن 10 سنوات خلال إقامته ودراسته للطب فيها، ورغم أنه طالب طب كان لا يكل ولا يمل عن قضاء حوائج الطلبة المغتربين فور وصولهم من الكويت بكل ما يحتاجونه، بعيداً عن الأضواء. 

ولعل شهادتي مجروحة في حقه، فتكفي قراءة كلمات كل من خالطوه عبر مواقع التواصل الاجتماعي فتجد أفضاله الكثيرة بين الناس فكان بحق من الساعين لقضاء حوائج الناس. 

لقد خالطتنا يا بويوسف كما أوصى أمير المؤمنين عليه السلام (خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ) مخالطة أجرت دموعنا على رحيلك، فلم نرى منك إلا كل خير وجميل، وإنا على فراقك لمحزونون، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الفاتحة لروحه الطيبة



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: