فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





السيد علي الميالي - 10/10/2019م - 10:47 ص | عدد القراء: 808


في العام 1970م وحين كنت طالب علم في النجف الأشرف أدرس المقدمات في مدرسة العلوم الإسلامية للإمام محسن الحكيم كانت تصلنا مساعدة أو مرتب شهري مقداره 10 دنانير من السيد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر، وكانت تعطى لنخبة منتخبة من طلبة العلوم الدينية ولم تكن عامة، لأن السيد ليس له من المال ما يكفي في تلك المرحلة لتوزيعه على عامة طلاب الحوزة، اضافة إلى أن السيد الشهيد لم يكن وقتئذ راغباً في التصدي للمرجعية بشكل واسع.

كنا نتحدث فيما بيننا من أين للسيد هذا المال ليوزعه على طلابه فكان الجواب على هذا التساؤل أن حاجاً كويتياً مؤمناً اسمه الحاج كاظم عبد الحسين هو الذي يمد السيد الشهيد ويدعمه بالمال، ومنذ ذلك الوقت علقت شخصية الحاج كاظم في ذهني ولم أكن قد رأيته حتى هاجرت إلى إيران في العام 1980م، وبعد فترة من الزمن لا أدري في أي تاريخ تعرفت عليه رحمه الله تعالى من خلال أجوائنا الإيمانية، إذ كانت تربطه علاقة وثيقة بعلمائنا الأعلام أمثال الحائري والآصفي والهاشمي وبمراجع الدين الذين كانوا يقدرونه ويمنحونه الثقة المطلقة والوكالة الشرعية كذلك المطلقة في قبض الحقوق الشرعية والتصرف فيها، فكان وكيلا مطلقاً للإمام الحكيم والإمام الخوئي والشهيد الصدر وغيرهم من العلماء والمراجع العظام .

الحاج الفقيد كاظم عبد الحسين رحمه الله تعالى الرجل المؤمن الذي قل من رأيت من أمثاله في عمق إيمانه ووعيه الديني والعقائدي، هذا الوعي والتدين الذي أكسبه ثقة مراجع الدين العظام  ولم يتوقف عند العلماء والمراجع بل تعداهم ليكسب ثقة كبار التجار وخيارهم، الأمر الذي جعلهم يفتحون أمامه أبواب خزائنهم ليبني المشاريع الخيرية في كل أنحاء العالم من الهند والباكستان وأفريقيا وأوروبا.

ولقد كان رحمه الله تعالى واحداً من أعمدة نشر الإسلام في عدد كبير من البلدان، وكان يذهب بنفسه مع إخوة له في الإيمان والهدف لبناء المدارس الدينية والمساجد وحفر الآبار وشق الطرق وبناء البيوت للفقراء والعمل على تزويجهم وغير ذلك من الخدمات، وكان في سلم أولوياته رعاية الأيتام في مختلف مناطق العالم ومنها العراق وإيران.

ولقد رعى رحمه الله تعالى ولعشرات السنين مؤسسة دار التوحيد للنشر والتوزيع، والتي لاتزال إلى يومنا هذا وهي تنشر آلاف المطبوعات وتوزعها في كل أقطار الأرض، ولقد حباه الله تعالى بنخبة صالحة من أبنائه يسارعون في الخيرات ويسيرون في نفس طريقه أذكر منهم المحسن الكبير الحاج ميثم والمحسن الحاج عمار والحاج محمد جواد وباقي أبناءه حفظهم الله تعالى.

هذا هو الحاج الفقيد كاظم عبد الحسين الذي تربطنا به علاقة ما يقرب من أربعة عقود نشاهده وهو لا يمل ولا يكل من العمل في سبيل الله تعالى، فرحمه الله تعالى بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه، وألهم أبناءه وأهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان.



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: