فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





سيد رضا الطبطبائي - 14/07/2019م - 9:54 ص | عدد القراء: 7152


 بسم الله الرحمن الرحيم

 

﴿إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ الله مَنْ آمَنَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا الله فَعَسَى أُولَئِكَ أَنْ يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾

 

حوار جرى بين بعض المواطنين في (منطقة واو) والمعرفة حالياً بمنطقة الدسمة في أوائل أيام سكنهم فيها حيث كانت من المناطق الجديدة التي استحدثت والقريبة من مدينة الكويت القديمة، عندما بدأت النهضة العمرانية في دولة الكويت بعد ظهور النفط فيها، والتي كان يتواجد فيها عدد كبير من أتباع مذهب أهل البيت عليهم السلام، هذا الحوار كان يتمحور حول الحاجة إلى مسجد للمسلمين الشيعة، وكان يقود الحوار المرحوم الحاج حسين ششتر رحمه الله تعالى والحاج ملا علي لطفي شافاه الله تعالى وعافاه وأطال في عمره، وبعد نقاش وتبادل وجهات النظر حول أهمية المسجد ودوره العبادي والاجتماعي تبنى الحاج علي لطفي والمرحوم الحاج ششتر متابعة الموضوع واتفقا على عرضه على المرحوم الحاج يوسف بهبهاني والمعروف بـ (يوسف شيرين) حيث كانا يتواجدان في ديوان آل بهبهاني الكرام في منطقة الوطية باستمرار وتم ذلك حيث أبدى المرحوم يوسف شيرين استعداده لمفاتحة المسؤولين والمختصين بذلك، وقام بالاتصال بالمرحوم الشيخ فهد السالم وتم تحديد موعد معه لعرض الموضوع عليه وتم ذلك، ولكن الشيخ أشار إلى أن جميع الأراضي في المنطقة قد تم توزيعها كقسائم للسكن وخدمات المنطقة، وفي نفس الوقت اتصل في سكرتيره السيد طلعت الغصين وسأله عن المساحات الموجودة في المنطقة والتي لم يتم تخصيصها والتصرف فيها فأجاب بأن جميعها قد تم توزيعها والمساحة الوحيدة الباقية فقط أربعة آلاف متر مربع تم تخصيصها كمواقف للسيارات الخاصة بالنادي، وكان يقصد النادي العربي الرياضي في مقره السابق في منطقة الدسمة، هنا أصدر المرحوم الشيخ فهد السالم تعليماته باقتطاع ألفي متر من هذه المساحة وتخصيصها لمسجد والاكتفاء بمساحة ألفي متر لمواقف سيارات مشجعي لاعبي الفرق الرياضية والتي تتنافس فيما بينها على ملاعب النادي العربي الرياضي .

 

بعدما تم تخصيص الموقع الحالي والذي تم عليه بناء جامع النقي ولمتابعة الموضوع قام المرحوم الشيخ فهد السالم بالاتصال بالسيد العسعوسي والذي كان مسؤولاً كبيراً في وزارة الأوقاف وأوعز إليه بالقيام باصدار ترخيص لبناء مسجد للمسلمين الشيعة على المساحة المذكورة بإسم المرحوم الحاج يوسف بهبهاني حيث قام بإستلام كافة الأوراق الخاصة والمستندات اللازمة لذلك وايصالها للحاج ملا علي لطفي والمرحوم الحاج حسين ششتر، حيث قاما بدورهما بتسليمها للمرحوم الحاج عبدالوهاب عبدالحسين النقي بناء على رغبته، وطرح موضوع بناء المسجد على المرحوم جاسم محمد علي الوزان ، واستقر الرأي بعد ذلك أن يقوم الأول في القيام ببناءه، وجدير بالذكر بأن ثلاثة من الوجهاء أيضا أبدوا استعدادهم للتكفل ببناءه وهم المرحوم عيسى حسين اليوسفي والمرحوم منصور قبازرد والمرحوم سيد حسين بهبهاني.

 

بدأ مشوار المرحوم الحاج عبدالوهاب النقي لإعداد جميع المتطلبات لبناء الجامع والقيام بعمل ما يلزم لذلك واستمر البناء لمدة غير قصيرة وحسب معلوماتي ناهزت سبع سنوات تخللتها فترات استراحة لم تكن بالبال ولكن بعد هذه المدة الطويلة تم الانتهاء من استكمال البناء ووقف الجامع بشموخه وأصبح من معالم المنطقة وخاصة بعد فترة البناء الطويلة، وعم الفرح قلوب أبناء الدسمة لهذا الانجاز وخاصة أنهم كانوا يشتاقون لرؤيته معداً للبدء بإقامة الصلوات اليومية وفتح أبوابه أمام جموع المؤمنين لذلك، ومما سمعته عن سبب المدة الطويلة التي استغرقها البناء هو التأكد من متانة قبة الجامع وصلابتها وخاصة أن الساحة الداخلية للمسجد خالية من الأعمدة المساندة وقد أشار البعض إلى سبب آخر ومهما كان الأمر فالبناء تم والجامع أًصبح جاهزاً لاستقبال المصلين، ومما يجدر الإشارة إليه أن الجامع لم يكن مكيفاً في بادىء الأمر ولكن تم تزويده بنظام التكييف بعد ذلك، وأيضاً أن العم الحاج حمزة عباس مقامس تعهد بتكسية الجامع بالسجاد وتم ذلك باستخدام السجاد الإيراني ولم يتم الاستغناء عنه إلا بعد فترة طويلة وأخذ إجازة من المرجع الأعلى في حينه لأنه كان وفقاً على خصوص الجامع.

 

أصبح الجامع جاهزاً لتقديم خدماته المتنوعة للمؤمنين والمؤمنات، وخاصة كان المبنى يضم مكتبة عامة وديوان كبير تم الاستفادة منه بشكل ملحوظ في المجالات الثقافية والفكرية والتربوية والاجتماعية.

 

لم يبقى الآن إلا افتتاح الجامع رسمياً بمناسبة دينية عزيزة عند المسلمين جميعاً فتم اختيار ليلة المبعث النبوي الشريف السابع والعشرون من شهر رجب، وتم الاتفاق على تكليف المرحوم العم الحاج كاظم عبدالحسين بالاتصال بحوزة النجف الأشرف وبالخصوص المرجع الديني الأعلى حينئذ سماحة السيد محسن الحكيم أعلى الله تعالى مقامه الشريف، تابع حجي كاظم الأمر وشد الرحال إلى النجف الأشرف والتقى سماحة السيد محسن الحكيم وعرض عليه الأمر وطلب منه أن يرشح له عدداً من العلماء للمشاركة في حفل الافتتاح، واقترح على سماحته أن يكون الشهيد السيد حسن الشيرازي من بينهم، وأشار السيد الحكيم إلى حجي كاظم أن يدرس الأمر مع نجله الشهيد السيد محمد باقر الحكيم، وأشار إلى نجله بأن الحجي سوف يطرح عليه قضية وطلب منهم مناقشة الموضوع وسوف يوافق على قرارهم، يقول حجي كاظم بأن جرى حوار بينه وبين السيد محمد باقر الحكيم وأجابه بأن مجموع من الوجهاء طلبوا منه ذلك وهؤلاء يمثلون بعض العوائل الشيعية في الكويت ونحن نهدف إلى مشاركة جميع التوجهات والانفتاح على الكل وخاصة أن الجامع سوف يكون تحت مظلة المرجع الأعلى، فرد عليه السيد محمد باقر، لقد تمت الموافقة على اقتراحكم لقناعتكم وبعد ذلك تم عرض الأمر على السيد المرجع فوافق على ذلك، وبدأ الإعداد لحفل الافتتاح في المناسبة العزيزة على قلوب جميع المسلمين وكما ذكرنا ليلة المبعث النبوي الشريف عام 1387هـ الموافق 1967م.

 

أقيم هذا الحفل في الجامع في تلك الليلة المباركة وشارك في حضوره عدد كبير من الناس من بينهم عدد من الشخصيات وكان من بين الحضور أيضاً المرحوم الشيخ عبدالله الجابر الصباح وتحدث في الاحتفال عدد من العلماء وهم:



    • السيد محمد باقر الحكيم.

 

    • السيد حسن الشيرازي.

 

    • الشيخ علي الكوراني.

 

    • السيد محمد بحر العلوم.

 

    • الشيخ اليعقوبي.

 

    • الشيخ عبدالحليم مراد.



وكان عريف الحفل الحاج الأستاذ باقر أسد عبدالباقي.

 

انتهى الاحتفال وعم السرور في قلوب المتواجدين ولم يبقَ إلا تعيين إماماً للجامع، فاتح العم الحاج يوسف علي كمال المرحوم الحاج كاظم عبدالحسين بحضور عدد من الوجهاء واقترح عليه أن يتصدى السيد حسن الشيرازي لإمامة الجامع، فأجابه الحاج كاظم بأن الأمر بيد المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم وننتظر قراره في ذلك، ولم يمضِ مدة طويلة فعين سماحة العلامة الشيخ علي الكوراني إماماً لجامع النقي والذي وصل إلى الكويت لهذا الغرض وكان ذلك قبل غرة شهر رمضان المبارك 1387هـ، وبدأ سماحة الشيخ برنامجه المليئ بالنشاط، وبدأ الجامع يؤدي دوره المحوري في استقطاب جميع فئات المجتمع الإيماني وخاصة فئة الشباب والشابات الذين تفاعلوا مع ما كان يقدمه الجامع من برامج متنوعة كثيرة، وهذا بحث آخر تطرقنا إليه في كثير من المواضيع التي أدرجناها في الموقع الإلكتروني لمؤسسة البشائر الاسلامية، وما نرجوه أن يوفقنا الله تعالى والإخوة والأخوات الذين عاصروا تلك الفترة الذهبية لتغطية مزيد من نشاطاتها، وكذلك افادتنا بمزيد من المعلومات أو التعديلات على ما ورد.

 

وجدير بالذكر إنني شخصياً في فترة الإفتتاح كنت خارج الكويت في بعثة دراسية في فرنسا ولم أكن متواجداً في الكويت.

 

(وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ) .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «3»

17/07/2019م - 7:37 صعبداللــه النجــدي - Kuwait
أرشيف حلو ، بس لو كاتبين الأسامي على كل صورة !!!!
16/07/2019م - 8:14 صطاهرسيدشبر - كويت
هذه الصور عمرها مابين ٥٥ و٤٥ سنة ، واغلبهم توفوا رحمهم الله، فما فائدة الصور اذا لم تذكر الاسماء ؟ تكون مجرد صور عادية.

كما ياريت جماعتنا يتركوا التعصب وننسى الخلاف الجاهلي القديم، وفقكم الله تعالى للخير
15/07/2019م - 8:37 صبهبهاني - الكويت
روعة



اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: