فيسبوكواتسابتويترابلاندرويدانستجراميوتيوب





سيد رضا الطبطبائي - 16/07/2017م - 11:39 م | عدد القراء: 2580


أُفتتح جامع المرحوم جاسم محمد الوزان في منطقة غرب مشرف في دولة الكويت أبوابه أمام المصلين في أول ليلة من ليالي عام 2010م، وأقيمت فيه أول صلاة جماعة في تلك الليلة بإمامة سماحة السيد مصطفى سيد حسن الزلزلة، وكانت سياسة المتولين على الجامع النأي به عن المهاترات والتجاذبات والاصطفافات التي لا تغيب عن نظر الجميع في الساحة الإيمانية، وأن يكون الجامع علاوة على كونه لإقامة الصلوات اليومية ومكاناً للعبادة، ومركزاً لنشر معارف القرآن الكريم والفكر الإسلامي الأصيل من معين مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وكذلك المساهمة في رفع المعاناة عن شريحة كبيرة من المؤمنين الذين يعيشون الفقر والجهل في كثير من المناطق في العالم، وكفالة الأيتام والأرامل والعوائل المعوزة.

وكان خير عون لأداء الجامع لمسؤوليته في ذلك إمامه سماحة السيد مصطفى الزلزلة وذلك من خلال دروسه المتنوعة، وخطبه الكثيرة والتي تناولت العديد من المواضيع التي تهم المؤمنين وخاصة الشباب منهم، من عرض للعقائد والمسائل الفقهية والأحكام الشرعية، وسيرة النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام، والأحداث التاريخية التي مرت على الأمة الإسلامية، وخاصة ما يتعلق منها بالساحة الإيمانية والشخصيات المؤثرة فيها.

وكان مما يميز خطابه، وخاصة أيام الجمع، التركيز على الدفاع عن الإسلام وقضايا المسلمين كالقضية الفلسطينية ومؤامرات الصهاينة والمستكبرين، ورد الشبهات في هذا المجال والتصدي لكل من يريد النيل من الإسلام والمسلمين، وخاصة ما تشهده الساحة الإسلامية في أيامنا هذه، من إعطاء صورة بشعة عن الإسلام والمسلمين من قبل التكفيريين والإقصائيين، الذين جلبوا الويلات والنكبات على أمتنا الإسلامية وطبعاً بتأييد من المستكبرين.

كما كان سماحته متصدياً للدفاع عن المظلومين والمستضعفين الذين فرضت عليهم الحروب والحصار، ودمرت مدنهم ومساكنهم ويعيشون الآن حالة مأساوية وفي ظل التغييب شبه الكامل من وسائل الإعلام المختلفة.

كما لا ننسى دور سماحته أيضاً في الدعوة المتواصلة لتبني الحوار كوسيلة لحل المشاكل وللوصول إلى الحقيقة، ونشر روح الصفاء والمحبة لا روح العداء والبغض والكراهية، والابتعاد عن العنف واستبداله بالحب والرحمة، والحفاظ على الوحدة الإسلامية، ومواجهة الأخطار، وعدم فسح المجال للأعداء للنيل من قوة المسلمين.

وكان ما يميز خطابه أيضاً الطرح الوطني والدعوة إلى التآلف بين جميع فئات المجتمع والعدالة لجميع أفراده وعدم المساس بوحدته، والإلتزام الكامل بحق المواطنة، وعدم إثارة ما ينال من مواقع قوة الوطن، والحفاظ على المكتسبات الدستورية.

وأيضاً أتحفنا سماحة السيد في أيام ذكرى المناسبات الإسلامية، بالقراءات الحسينية، والطرح المنبري المميز حيث امتاز بسعة إطلاعه وتنوع ثقافته وفكره النير وصوته الشجي وخطابه الواعي المنفتح وأسلوبه الشيق في ذلك.

وأما في مجال دعمه للعمل الخيري في الجامع فيذكر الأخوة في اللجنة الخيرية بأنه كان خير مثال وعون في ذلك وثقته فيهم كانت كبيرة، وقد كان له دور بارز في توجيه كثير من المؤمنين الخيرين لإقامة عدد كبير من المشاريع الخيرية في مختلف البلدان، وكذلك إيصال الحقوق الشرعية إلى مكاتب المرجعيات الدينية، وكفالة الأيتام ومختلف صنوف العمل الخيري من خلال اللجنة، وخير دليل على ذلك بأنه شخصياً وأفراد من أسرته الكريمة أخذوا على عاتقهم كفالة بعض الأيتام من خلال اللجنة وكذلك دفع الحقوق الشرعية لإيصالها إلى مكتب المرجعية العليا في النجف الأشرف، وببناء مسجد كامل باسم المرحوم والدهم الكريم مما يدل على هذه الثقة الكبيرة، والتي هي محل تقدير وشكر من قبل الأخوة في اللجنة الخيرية.

وأيضاً هنا لابد أن نشيد بسمو أخلاقه، وسعة صدره، وعقله المنفتح، ورقي أسلوبه في التعامل مع إخوانه المؤمنين، وعدم الملل من كثرة الأسئلة، وقضاء الوقت الطويل للإجابة على أسئلتهم أو توجيههم وإرشادهم لما فيه الخير، وحل بعض مشاكلهم وقضاياهم والتي كانت تستغرق أوقاتاً طويلة دون ملل أو ضجر.

وختاماً نشيد بدوره الكبير في توثيق العلاقة بين المؤمنين والمرجعيات الدينية حيث كان يحث المؤمنين على الارتباط بهم والتواصل معهم، وعدم افساح المجال للأعداء والمتربصين للتأثير على هذه العلاقة القوية، وخاصة في ظروفنا الحالية والتي يعلمها الجميع، والمؤامرات التي تحاك للنيل منها والطرق الخبيثة والأساليب المنحرفة التي يعمل بها الأعداء لإضعافها.

وأخيراً نرجو من الباري عز وجل أن يوفق سماحة السيد مصطفى الزلزلة لكل خير وأن يعينه على الاستمرار على نهجه المميز، وأسلوبه الحضاري في موقعه الجديد كإمام لمسجد المرحوم سيد حسن الزلزلة في منطقة المسايل.

والحمد لله رب العالمين

 



التعليقات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقعالتعليقات «0»


لاتوجد تعليقات!




اسمك:
بريدك الإلكتروني:
البلد:
التعليق:

عدد الأحرف المتبقية: